الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم الحائض إن مست المصحف بلا حائل ناسية

السؤال

عندما كنت حائضا كنت قرأ القرآن بقفاز وفي إحدى المرات نسيت ومسكته بدون القفاز وسرعان ما تذكرت، فهل علي شيء؟ مع العلم أنني كنت ناسية؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يجوز للحائض أن تمس المصحف مباشرة بلا حائل، باتفاق الفقهاء، إلا ما استثنى المالكية من جواز مس الجزء للمعلمة والمتعلمة على الراجح عندهم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 41645.

ففي الموسوعة الفقهية: اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى الْحَائِضِ مَسُّ الْمُصْحَفِ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ـ وَلِمَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى أَهْل الْيَمَنِ كِتَابًا وَكَانَ فِيهِ: لاَ يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلاَّ طَاهِرٌ ـ وَاسْتَثْنَى الْمَالِكِيَّةُ مِنْ ذَلِكَ الْمُعَلِّمَةَ وَالْمُتَعَلِّمَةَ فَإِنَّهُ يَجُوزُ لَهُمَا مَسُّ الْمُصْحَفِ. انتهى.

وما حصل من ذلك عن طريق النسيان لا إثم فيه ـ إن شاء الله تعالى ـ لأن النسيان مما يعفى عنه، لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وصححه الشيخ الألباني.

أما مسه من وراء حائل كالقفازين على اليدين فمحل خلاف بين أهل العلم حيث قال الشافعية والمالكية بالتحريم وأجازه الحنابلة والحنفية، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 141022.

وعلى هذا نقول للأخت السائلة تجنبي مس المصحف قبل التطهر من الحيض ولومع وجود حائل كالقفاز، مراعاة للقول بالمنع ، ولا شك أن ذلك هو الورع والاحتياط في الدين، ولبيان حكم قراءة الحائض للقرآن راجعي الفتوى رقم:156779.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني