الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل يستعان بها للاستيقاظ للصلاة وأدائها في وقتها

السؤال

أود أن أنوه بجهودكم الجبارة وجزاكم الله أحسن الجزاء ووفقكم وسدد خطاكم: أنا أعمل في أروبا موظف استقبال في أحد الفنادق ووقت عملي ليلا ، أعود حوالي الثامنة والنصف صباحا وأنام فتفوتني صلاة الظهر والعصر، وأحيانا أنام اليوم كله لشدة البرد والتعب المتراكم أعمل ليلا لأزيد من خمس سنين ستة أيام في الأسبوع، علما أنني متزوج ولدي طفل عمره ثلاث سنين، فكيف أنظم صلاتي مع أن العصر شتاء يؤذن باكرا ويغلبني النعاس فيدخل وقت صلاة المغرب؟ ومن ناحية ثانية أحس بالكسل فكيف أستطيع التغلب عليه؟ سجلت في ناد رياضي لكن أجد صعوبة في الذهاب في التوقيت الذي لا يكون فيه مكتظا ـ أي بين العصر والمغرب ـ فهل هناك منشطات طبيعية؟ وبماذا تنصحوني جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا ننصحك بتقوى الله تعالى والاجتهاد في المحافظة على أداء الصلاة في وقتها، ويمكنك أن تنظم وقتك بأن تبذل الأسباب التي تعينك على الاستيقاظ لأداء الصلاة كأن توكل من يوقظك من أهل بيتك أويتصل عليك من أصدقائك أواتخاذ منبه تقوم على صوته مع الإكثار من الدعاء بأن يوفقك الله لأداء الصلاة في وقتها, وليس ما ذكرت من العمل ليلا عذرا لأن تنام تلك الساعات الطوال وتفوتك فيها صلاتان، ولو كنت حريصا على أداء الصلاة في وقتها ووكلت من أهلك من يوقظك وأخذت بأسباب الاستيقاظ لقمت وصليت كما أمرك الله، والكسل يمكن التغلب عليه أولا بالاستعاذة بالله منه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من العجز والكسل, وَالْفَرْق بَيْن الْعَجْز وَالْكَسَل أَنَّ الْكَسَل تَرْك الشَّيْء مَعَ الْقُدْرَة عَلَى الْأَخْذ فِي عَمَله، وَالْعَجْز عَدَم الْقُدْرَة, وكذا عليك بصحبة الصالحين والأخيار فإنهم خير عون للمرء على طاعة الله، وراجع نفسك في باب الذنوب فإنها من أكبر الأسباب الجالبة للكسل عن الطاعة، وإن كنت تعمل في فندق تكثر فيه المنكرات ـ كما هو الغالب على الفنادق في ديار الكفر بل وديار الإسلام ـ فلا عجب أن تعاني مما تعاني منه، والإنسان أسير بيئته ومحيطه يتأثر به، فإذا كان محيطه فاسدا أثر ذلك في عبادته وسلوكه، فاجتهد في البحث عن عمل مناسب خال من منكرات الفنادق، واعلم أن الله وعد وهو لا يخلف الميعاد، فقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ3 }.

وقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.

وأما المنشطات الطبيعية: فيمكنك أن تراجع فيها أهل الاختصاص من الأطباء, وانظر الفتويين رقم: 20090، ورقم: 121731.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني