الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوجة إذا علمت بزنا زوجها هل تبقى معه أم تطلب الطلاق

السؤال

لقد كنت وزوجي في إحدى دول الخليج، وترك زوجي العمل وأرسلني إلى بيت أهلي في بلدنا وبقي هو كي ينهي آخر أيام عمله هناك، في هذه الفترة تيقنت أن زوجي قد زنا بفلبينية وأقام معها عدة مرات خلال وجودي عند أهلي وأنها حامل منه، الآن لقد أنهى عمله وذهب إلى بلد آخر واكتشفت أنه يحاول إنشاء علاقة مع أخرى وقريبا سيزورها ليقيما علاقة الزنا.
أنا هنا بانتظار أوراق إقامتي معه في نهاية هذا الشهر، لكن مع اكتشافي لخيانته بالمرة الأولى وهذه المحاولة الثانية، لا أدري ماذا أفعل، أنا في حيرة شديدة من أمري ولم أقل لأهلي أي شيء فأنا أكتم كل هذه المشاعر في داخلي ولا أدري ماذا أفعل، علما أنه قد تعرف عليهم عن طريق الانترنت، وقد كان وما زال يفتح المواقع الفاحشة ويصادق ويحاور النساء عن طريق برامج الدردشة، ويخفي عني لكنني كنت أعرف فإنني أجيد استخدام الكمبيوتر ولله الحمد.
أرجوكم أفتوني في أمري ماذا أفعل هل أذهب إليه وهناك أصارحه بكل ما أعرف ومعي الدليل القاطع، أم أبقى هنا عند أهلي وأنفصل عنه وأخبره كل ما أعرف عن طريق الهاتف، مع العلم أنه عندنا طفل ولا أريد أن أحرمه أباه.
لا أدري ماذا أفعل فأنا في حيرة شديدة من أمري أرجوكم أفتوني في أقرب وقت ممكن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننبهك أولا إلى أن الاتهام بالفاحشة لا يجوز إلا ببينة ظاهرة، كما أن التجسس محرم لا يجوز إلا لدفع منكر عند ظهور ريبة، فإن كنت على يقين من وقوع زوجك في الزنا – والعياذ بالله- فذلك منكر عظيم بلا ريب، فإن الزنا من أفحش الذنوب ومن أكبر الكبائرالتي تجلب غضب الله ، وإذا كان من محصن فهو أشد إثما وأعظم جرماً ، لكن مهما عظم الذنب فإن من سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة.
فالذي ننصحك به أن تستري على زوجك ولا تخبري أحدا بما وقع فيه، وأن ترجعي إلى زوجك وتعاشريه بالمعروف وتجتهدي في إعانته على التوبة والاستقامة، واجتناب الفواحش والمنكرات والأسباب المفضية إليها كالدخول على المواقع الإباحية ونحوها، وتجتهدي في حثه على المحافظة على الصلاة في المساجد ، ومصاحبة الصالحين واستماع الدروس والمواعظ النافعة مع الاستعانة بالله وكثرة الدعاء والحرص على حسن التبعل وعدم التقصير في حقه ولا سيما فيما يتعلق بالفراش من التزين والتجمل ونحو ذلك، فإن تاب زوجك واستقام فبها ونعمت ولك في ذلك الأجر العظيم -إن شاء الله- وإن لم يفد ذلك ورجع زوجك إلى الوقوع في الفواحش والمنكرات فينبغي أن تطلبي الطلاق أو الخلع منه فلا خير في زوج يواقع الفواحش.

قال المرداوي: إذا ترك الزوج حق الله فالمرأة في ذلك كالزوج فتتخلص منه بالخلع ونحوه.

بل روي عن الإمام أحمد ما يدل على وجوب ذلك.

قال المرداوي: ونقل المروذي فيمن يسكر زوج أخته يحولّها إليه. وعنه أيضا أيفرق بينهما ؟ قال: الله المستعان. الإنصاف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني