الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في حث الناس على التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في معاملاتهم

السؤال

ما قولكم في ضرب المثل بالصحابة في الأمور التي تحدث بين الناس من أجل النصيحة؟ يعني مثلا مدير الشركه يقول للموظفين: افعلوا مع العملاء كما فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم مع الصحابي الجليل سواد في غزوة بدر.
هل هذا يجوز؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فحث الناس على التأسي بالنبي صلى الله عليه سلم في أخلاقه وعبادته أمر لا يخفى حسنه، بل لا صلاح للعباد في دنياهم وآخرتهم إلا بالتأسي به صلى الله عليه وسلم، ولا نظن أن هذا أمر يخفى على مسلم، وقد قال الله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {آل عمران:31}، وقال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا. {الأحزاب : 21} , وقصة سواد مع النبي صلى الله عليه وسلم صححها الألباني في السلسلة الصحيحة , وفيها تمكين المسلم من أخذ حقه، فإذا حث المدير موظفيه على تمكين الناس من أخذ حقوقهم تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم فهذا من الدلالة على الخير.
كما أن حث الناس على الاقتداء بالصحابة الكرام في سيرتهم الزكية أمر مشروع، وهو من الدلالة على الخير والأمر بالمعروف ومما اتفق عليه أهل العلم كما بيناه في الفتوى رقم: 99214، إذ جاء الشرع بالحث على التأسي بهم واقتفاء أثرهم كما في قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. {التوبة : 100} فالذين اتبعوا الصحابة بإحسان موعودون بهذا الثواب العظيم، وهذا فيه ترغيب وحث على التأسي بهم. وانظر الفتوى رقم: 75912.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني