الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في تواصل فتاة مع فتاة في أمور الخير دون علم أهلها

السؤال

أنا فتاة تعرفت على فتاة في أحد المنتديات وتواصلنا معا عبر الجوال، والمشكلة أن أهلي لم يكن عندهم علم ولا أستطيع أن أخبرهم، فقررت أن أنفصل عنها خوفا من المشاكل، مع العلم أن هذه البنت تقية وملتزمة، وغالبا ما نتحدث عن أشياء مفيدة ونتناصح مع بعض، فهل علي ذنب في ذلك إذا تركتها؟ وما نصيحتكم لي؟ أريد أن أنفصل عنها بسبب أهلي، لأنه لم يكن عندهم علم وخوفا من المشاكل. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزمك شرعا إعلام أهلك أو استئذانهم في أمر تواصلك مع هذه الفتاة، ولا حرج عليك في الاستمرار في التواصل معها، ما دام الأمر بينكما لا يخرج عن إطار ما هو جائز شرعا، ولا إثم عليك إن رأيت قطع التواصل معها، وفي حال الاستمرار ينبغي استغلال ذلك فيما ينفع من أمر الدين والدنيا وعدم إضاعة الأوقات فيما لا يجدي، فالأعمار محدودة والآجال معدودة، والمطلوب من المسلم والمسلمة الاستعداد ليوم المعاد، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {الحشر:18}. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {آل عمران:102}.

وحق التقوى كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.

وروى البخاري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني