الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصوم عن الكلام ابتغاء الذرية.. رؤية شرعية

السؤال

هل يجوز الصيام عن الكلام 3 ليالي بنية طلب الذرية، مع العلم بأني متزوج من عام 1419هـ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتعبد لله تعالى بالصمت وترك الكلام غير مشروع في ملتنا، وقد روى أبو داود عن علي رضي الله عنه بإسناد حسن كما قال النووي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يتم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل.

قال الخطابي في تفسير هذا الحديث: كان من نسك الجاهلية الصمات فنهوا في الإسلام عن ذلك وأمروا بالذكر والحديث بالخير. انتهى بواسطة نقل النووي في رياض الصالحين.

وعن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على امرأة من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تتكلم، فقال: ما لها لا تتكلم؟ فقالوا: حجت مصمتة. فقال: لها تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية، فتكلمت. رواه البخاري.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: كانوا في الجاهلية يدينون لله عز وجل بالصمت إلى الليل، يعني أن الإنسان يقوم من نومه في الليل ويسكت ولا يتكلم حتى تغيب الشمس، فنهي المسلمون عن ذلك لأن هذا يؤدي إلى ترك التسبيح والتهليل والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القرآن وغير ذلك، وأيضا هو من فعل الجاهلية فلذلك نهي عنه، فلا يجوز للإنسان أن يصمت إلى الليل يعني يصمت ولا يتكلم إلى الليل، وإذا قدر أن أحدا نذر هذا فإنه لا يفي بنذره فليحل النذر ويكفر كفارة يمين، وإذا تكلم الإنسان فلا يتكلم إلا بخير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. انتهى.

وقد يكون حصل لك هذا الوهم من جهة قصة زكريا عليه السلام وأن الله جعل صمته ثلاثا علامة على حمل امرأته، وهذا وهم فاسد، وانظر الفتوى رقم 37721

وأما الذرية فإنها تطلب بطاعة الله تعالى والاجتهاد في دعائه كما أخبر الله عن إبراهيم وزكريا عليهما السلام من دعائهما ربهما وابتهالهما له في طلب الذرية الطيبة.

ثم اعلم أن قضاء الله لعبده المؤمن هو الخير له، وأنه ليس أنفع للعبد من التسليم لحكم الله والرضا بما يقدره ويقضيه، فخذ بالأسباب من التداوي واللجأ إلى الله تعالى ونحو ذلك موطنا نفسك على الصبر لحكم الله والرضا بقضائه وقدره فإنه سبحانه أحكم الحاكمين، نسأل الله أن يرزقك ما تقر به عينك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني