الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحائض إن رأت الطهر هل تؤخر الاغتسال خشية معاودة الدم

السؤال

ياكرام، أنا أعاني في التحري عن الصلاة الواجبة عليّ بعد الدورة الشهرية، قرأت كثيرا من الفتاوى ولم أجد ما ينطبق على حالتي لذلك أنا معذورة في عرض حالتي: نسبيا يتوقف نزول الدم الغزير عند اليوم الرابع أو الخامس وبعد ذلك يبدأ يخف تدريجيا حتى اليوم السادس ومن هنا تبدأ مشكلتي حينما تتحول إلى إفرازات بنية أو مختلطة بقليل من الدم الفاتح، وكل ما مر الوقت تصبح قليلة جدا فتشعرني بحرمة تركي للصلاة فقط لمجرد قطرات بسيطة وعلى أوقات متفاوتة!! وأعني بالتفاوت أي يكون أحيانا الفارق ما بين ساعة إلى نصف ساعة وأحيانا ما بين 4 ساعات إلى 6 ساعات، وأثناء هذا الوقت أتحرى فأحيانا أجد المنديل نظيفا ولكن لا أستطيع الاغتسال فربما بعد ذلك بقليل أجد لونه تغير وأحيانا أجد المنديل ملونا بإفرازات لا تكاد ترى وعلى هذا الحال وتنقطع في نهاية اليوم الثامن، وما ينزل بعد هذا اليوم لا ألتفت إليه لأنه يكون قد مر من الوقت ما يحول بينه وبين آخر وقت لنزول الإفرازات، ينتابني شعور بأن علي الاغتسال قبل اليوم الثامن وفي نفس الوقت لست متأكدة من ذلك، لا يعلم سوى الله مقدار الحرج والمعاناة النفسية حينما تبدأ مرحلة التحري خوفا من ترك صلاة مفروضة أو أدائها على غير طهارة وأحيانا يدفعني شكي لقضاء صلوات يوم كامل قد مضى ولا أعلم الحكم في ذلك، فكيف لي أن أحدد قاعدة أسير عليلها وأزيح هذا العبء عني؟ ومعذرة على الإطالة ولكن الحالة استلزمت مني الشرح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالقاعدة التي تضبط لك هذا الأمر هي أن تعلمي أن المرأة ترى الطهر بإحدى علامتين، الجفوف أو القصة البيضاء، وضابط الجفوف هو أن تدخلي القطنة الموضع فتخرج نقية ليس عليها أثر من دم أو صفرة أو كدرة، ولا عبرة بما يكون من الرطوبات التي لا يخلو منها الفرج غالبا، وانظري الفتوى رقم: 123616.

فإذا رأيت الجفوف ولو مدة قصيرة لزمك أن تغتسلي وتصلي، ثم إذا عاودك الدم فإنك تعودين حائضا، وإذا عاودتك صفرة أو كدرة في زمن العادة فإنك تعودين حائضا كذلك، ومن العلماء من يرى أن لك أن تنتظري اليوم ونصف اليوم إذا رأيت الطهر بالجفوف خلال مدة العادة، لأن عادة الدم أنه يجري وينقطع، وهذا قول له قوة، ولكن الذي نفتي به هو ما ذكرنا من وجوب الاغتسال بمجرد رؤية الطهر، لأنه أحوط وأبرأ للذمة، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 135974.

فإذا علمت هذا فالواجب عليك أن تدعي الصلاة مدة رؤية الدم ولو كان قليلا، وكذا إذا كان ما ترينه صفرة أو كدرة في زمن العادة، أو متصلة بالدم ولا تقضي شيئا من الصلوات بعد طهرك، ولا تدعي الاغتسال خشية معاودة الدم إذا تحققت من الطهر على الراجح عندنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني