الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث (..وانتقاص الماء..)

السؤال

جاء في الحديث: عشرة من الفطرة ـ ومن ضمن هذه العشرة انتقاص الماء، فما هو انتقاص الماء؟ الرجاء وضحوا لنا ذلك مشكورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنص الحديث المشار إليه هو ما روت عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ ـ قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ، زَادَ قُتَيْبَةُ، قَالَ وَكِيعٌ: انْتِقَاصُ الْمَاءِ: يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ. رواه مسلم.

وقد فسرأهل العلم انتقاص الماء بالاستنجاء بالماء، ففي شرح صحيح مسلم للسيوطي: قَالَ وَكِيع: انتقاص المَاء يَعْنِي الِاسْتِنْجَاء، قَالَ أَبُو عبيد وَغَيره مَعْنَاهُ انتقاص الْبَوْل بِسَبَب اسْتِعْمَال المَاء فِي غسل مذاكيره. انتهى.

وقال المناوي في فيض القدير: وانتقاص الماء ـ بقاف وصاد مهملة على الأشهر كناية عن الاستنجاء بالماء أو نضح الفرج به، لأن انتقاص الماء المطهر لازم له، وقيل معناه انتقاص البول بالماء، لأنه إذا غسل الذكر بعد بوله انقطع البول، لأن في الماء خاصية قطع البول .انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني