الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نشر الشباب صورهم الخاصة على وسائل الاتصال بلا حاجة أو مصلحة

السؤال

بدون خلاف وضع المرأة صورها أو نشرها في وسائل الاتصال غير جائز بالإجماع.
فما حكم نشر صور الشباب من أجل نشر الصور فقط، ليس كنشر درس لأحدهم مثلا؟
أقصد بسؤالي النشر المبالغ فيه لبعض الشباب، نرى الشباب منهم الوسيم والجميل تزينه لحيته، وتجمله منشوراته القيمة الذي تظهر أنه ملتزم وخلوق، فيكبر في عين الفتاة إذ بها ترى صوره تملأ صفحته، فتارة هاهو في البحر وتارة أخرى في كذا وكذا . المهم أليست هذه الصور تفتن الفتاة مثلما تفتن صور الفتيات الشباب؟؟؟
ليس بالضرورة أن الفتاة تبحث عن الصور لتراها، بل مع تصفح الفيس بوك تمر عليها بعض الصفحات يدفعها الفضول أو حب الاستزادة لرؤية ماينشره هذا أو ذاك، لتأخذ مما نشر فيديو مفيد أو مقال وعظي فتقابلها صوره الفاتنة، أو كما هو منتشر بين _أوساط اليلفيين الملتزمين_ إضافة الإخوة والأخوات لبعض بحجة الاستفادة من بعض هدى الله الجميع لما يحب ويرضى، بالتالي المضافة عند الأخ الناشر لصوره سترى صوره شاءت أم أبت.
قد تعجب الفتاة بشخصية أحدهم من مجرد منشوراته، فما بالك إذا كثرت عليها صور جميلة؟؟ صراحة أرى تماديا كبيرا من طرف الشباب اليوم في نشر صورهم والله المستعان، ولم أسمع قط فتوى تمنع ذلك بحكم أن الشاب وجهه ليس عورة ولايجب عليه الحجاب
بل إن بعض الدعاة والله العظيم من الشباب (معروفون في العالم الإسلامي أجمع) التقيت مرة بصورهم إحداها على البحر ولأن الريح هبت والله إن أحدهم عورته المغلظة تحجمت والله المستعان.
خصوصا مع أقمصة الإخوة اليوم بقماشها الخفييف (كما صار منتشرا على أقمشة الجلبابات)
جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبداية ننبه على أن التصوير الفوتغرافي والمرئي، محل خلاف بين أهل العلم، ومع كون الراجح جواز ذلك، إلا أن القول بمنع ما لا تدعو الضرورة أو الحاجة الملحة إليه من هذا النوع من التصوير، قول له حظ كبير من النظر، وتقدم النصح بعدمه؛ خروجا من الخلاف، واستبراء للدين، وبعدا عما يريب، فراجعي الفتوى رقم: 124749 ، وما أحيل عليه فيها.
ويتأكد هذا المنع في مثل الأحوال التي ذكرتها السائلة، من تمادي الشباب في نشر صورهم الخاصة دون مصلحة ولا حاجة. ويزداد الأمر سوءا إذا كانت الصورة على وضع ملفت للنظر، ومدعاة إلى فتنة أو شر. فهذه جديرة بالمنع لما قد يترتب عليها من مفاسد. وراجعي للفائدة حكم احتفاظ الفتيات بصور الرجال الأجانب عنهن، في الفتوى رقم: 136378. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 157509.
وأخيرا ننبه على أن العلماء قد اتفقوا على عدم جواز نظر المرأة إلى الرجال بشهوة؛ وأما نظرها إليهم بغير شهوة فمختلف فيه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 7997.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني