الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصيبة بموت النبي أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم

السؤال

في أي مصيبة تصيبنا نقول: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها.
لكن ماذا أقول في مصيبة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها؟
من هو خير من النبي صلى الله عليه وسلم؟
هل عيسى ابن مريم يعتبر خيرا مع أن محمدا هو خير خلق الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مصيبة المسلمين بالرسول –صلى الله عليه وسلم- ليست مثل المصائب بالآباء والأمهات. التي علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ما نقول عندها مما أشرت إليه، وما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف الله له خيرا منها. فالمصيبة به صلى الله عليه وسلم- ليست مثل المصائب الأخرى ولن تأتي مصيبة بعدها أعظم منها، ولن يأتي بعده –صلى الله عليه وسلم- ولم يأت قبله من هو خير منه للبشرية، فهو أفضل خلق الله على الإطلاق.

جاء في سنن أبي داوود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ. ولذلك قال لنا –صلى الله عليه وسلم-: إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب. رواه الدارمي في سننه، والطبراني في الكبير وغيرهما، قال الشيخ حسين أسد: إسناده صحيح، وهو مرسل. وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.

وقال عنه في السلسلة الصحيحة :"( صحيح ) ومن شواهده عن عائشة قالت: فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بابا بينه وبين الناس، أو كشف سترا فإذا الناس يصلون وراء أبي بكر فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم ورجا أن يخلفه الله فيهم بالذي رآهم، وقال: يا أيها الناس أي ما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي . ( وهذا سند ضعيف ) . وبالجملة فالحديث بشواهده صحيح"

قال ابن عبد البر في التمهيد: "وصدق صلى الله عليه وسلم لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة، انقطع الوحي وماتت النبوة.." ثم ذكر بسنده "عن القاسم بن محمد قال: كان أبوبكر الصديق إذا عزى عن ميت قال لوليه: ليس مع العزاء مصيبة، ولا مع الجزع فائدة، والموت أهون ما بعده وأشد ما قبله، اذكروا فقد نبيكم تهون عندكم مصيبتكم صلى الله عليه وسلم وأعظم أجركم".

ولذلك فقولنا عند المصيبة "وأبدلنا خيرا منها" إنما يقال عند المصيبة بغيره صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه لن يأتي بعده ولم يأت قبله من هو خير منه .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني