الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لدي وضع مستعص جدا يا شيخي، ولم أعد قادرة معه على مواصلة حياتي، ولا أستطيع التوقف عن البكاء، فأنا فتاة عمري 22 سنة، غير متزوجة، ومنذ أكثر من سنة ونصف أصبحت دورتي غير منتظمة، فمرة تأتيني إفرازات بنية بعد الدورة بأسبوعين لمدة 4-5 أيام ولا أتوقف عن الصلاة، ومرة تأتيني إفرازات وقت الدورة فقط ـ دون دم ـ فأتوقف عن الصلاة، ومرة تأتيني دورة مرتين في الشهر، ومرة لا تأتي لأكثر من شهرين، وآخر دورة طبيعية كانت منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وبعدها أصبحت الإفرازات لا ترحمني ففي حوالي كل 12 أو 13 يوما تأتيني 5 أيام ، وآخر مرة جاءتني توقفت عن الصلاة، وبعد 13 يوما عادت منذ أكثر من أسبوع ولا تتوقف، بل تزيد ولا أعرف هل أصلي أم لا؟
وتغيير الفوطة قبل كل صلاة مكلف جدا ماديا ومتعب جدا معنويا خصوصا عندما اضطر أن أدخل حمامات الجامعة ـ والاستخدام الكثير للفوط سبب لي ضيقا وحساسية، وإذا توقفت عن الصلاة أصبحت صلاتي أقل من كل بنات حواء، وأشعر طول الوقت بالضيق وأنني أفوت فروضي، أفتوني جزاكم الله خيرا متى أصلي ومتى أتوقف؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه الإفرازات التي تسألين عنها هي الصفرة والكدرة، وقد بينا حكمها وما للعلماء فيها من خلاف في فتاوى كثيرة، وذكرنا أن الذي نفتي به هو أنها تعد حيضا إذا كانت في زمن العادة أو كانت متصلة بالدم ولم تتجاوز مع الدم خمسة عشر يوما، وأما في غير ذلك فلا تعد حيضا، وانظري الفتوى رقم: 134502.

وعليه؛ فإذا رأيت دم الحيض واتصلت به هذه الإفرازات فهي حيض، وإذا رأيت هذه الإفرازات في زمن عادتك فهي حيض، وأما في غير ذلك فلا تكون حيضا، وإنما يجب عليك أن تتطهري منها وتتوضئي وتصلي، وإن كانت مستمرة فحكمك حكم صاحب السلس ونحوه فتتوضئين بعد دخول الوقت وتصلين بوضوئك الفرض الحاضر وما شئت من النوافل، ولا يلزمك تغيير العصابة عند كل وضوء على الراجح، وانظري الفتوى رقم: 178929.

وبه تعلمين أن الأمر يسير ـ إن شاء الله ـ وليس فيه بحمد الله حرج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني