الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤجر الإنسان على ابتلائه بالوسواس

السؤال

التزمت حديثا، وأريد أشياء أثبث بها ‏على الإيمان مع انتشار الفتن من حولي، ‏وأقوي بها إيماني، خاصة أني مصابة ‏بالوسواس في عبادات كثيرة ؟؟
وهل إصابتي بالوسواس من الابتلاء ‏في الدين؟ وهل عليه أجر؟ وهل معنى ‏ذلك أن الله لا يحبني ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا أن الوسوسة من الأمراض التي يقدر الله على بعض عباده الإصابة بها؛ لما له في ذلك من الحكمة سبحانه، ولا يلزم أن يكون غاضبا على من ابتلاه بها أو ساخطا عليه، بل قد يبتلي الله العبد بهذا الداء ليبلو صدقه ومجاهدته لنفسه، ويرفعه بالصبر على هذا البلاء والسعي في التخلص منه درجات، وليس للوساوس دواء أنفع من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها في أي صورة تصورت، والموسوس ما دام يجاهد نفسه ويصبر على ما ابتلاه الله به، ساعيا في التخلص من هذا الداء، فهو على خير عظيم، ولن يضيع الله ثواب صبره ومجاهدته؛ فإنه سبحانه لا يضيع أجر المحسنين؛ وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 51601 ، 134196 ، 159993.

وأما وسائل الثبات على الإيمان وتقويته في مواجهة الفتن، فأهمها: الاستعانة بالله، واللجأ إليه سبحانه؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، فليجتهد العبد في التضرع له، ودعائه سبحانه بالتثبيت والهداية، وأيضا فالحفاظ على الفرائض، والإكثار من النوافل، ولزوم ذكر الله تعالى، وصحبة الصالحين، والاجتهاد في طلب العلم، والبعد عن أسباب الفتن، واعتزال أهل الشر والفساد، كل ذلك مما يعين بإذن الله على الثبات والاستقامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني