الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصفرة والماء الخارج من الفرج بعد الاستنجاء

السؤال

كنت أعاني من كثرة نزول الإفرازات وأنا لا أعلم أهي صفرة أم لا؟ وكانت مضطربة تتقطع أو تنزل بشكل مستمر في اليوم، وبعد الدورة في هذه المرة أصبحت لا أراها إلا نادرا، فإذا وجدتها، فهل أجعل حكمها كما كانت في الأول؟ يعني لا أهتم لنزولها، وهل الماء الذي يخرج بعد الاستنجاء ينقض الوضوء، علما بأن ذلك شاق أي كلما نزل قطعت صلاتي؟ وهذا يكثر الوساوس ومتعب جداً، وأنا لا أعلم من أي فتحة نزل، قرأت فتاوى كثيرة بعضها يقول إنه نجس، وآخر يقول ناقض، وأخر يقول طاهر لا ينقض، وكيف تكون نيتي وأنا أستغفر لغرض دنيوي؟ وهل أنوي مغفرة الذنب وطلب الأجر ثم ما أريد؟ وكم العدد الأفضل الذي من الممكن أن أستغفره؟ وهل يجب أن أستشعر عندما أستغفر؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما الصفرة: فقد بينا صفاتها والفرق بينها وبين رطوبات الفرج في الفتوى رقم: 167711. فما ميزت فيه صفة الصفرة فهو منها يعطى أحكامها فيعد حيضا في مدة العادة أو إذا كان متصلا بالدم على ما هو مبين في الفتوى رقم: 134502.

ولا يكون حيضا في غير هذه الحال، وأما الماء الخارج من الفرج: فإن كان مما يتبقى على ظاهر الفرج ولم يخرج من داخله فهو طاهر غير نجس، وإن تيقنت يقينا جازما دخوله إلى الفرج، فخروجه ناقض للوضوء، ثم هو طاهر إن خرج من مخرج الولد، ونجس إن خرج من مخرج البول، وعند الشك فالأصل الطهارة، والذي ينبغي الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، لما يفضي إليه ذلك من شر عظيم، وانظري الفتوى رقم: 63841.

وأما الاستغفار بقصد قضاء بعض الأغراض الدنيوية: فهو جائز لا حرج فيه، وإن كان الأكمل تمحيض الاستغفار لإرادة وجه الله تعالى، ولتنظر الفتوى رقم: 164699.

وليس للاستغفار حد معين ينتهي إليه، بل مهما أكثر العبد منه كان أكمل في ثوابه، والاستغفار باللسان فقط مع ذهول القلب وإن كان يحصل به نوع ثواب لكنه ليس هو الأكمل والأفضل، فالذي ينبغي للمسلم إذا ذكر الله أو دعاه أو استغفره أن يحضر قلبه ويستشعر معاني ما يردده من الدعوات والأذكار، فإن ذلك أدعى لقبول العمل وحصول تمام المثوبة عليه بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني