الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإيمان والعمل الصالح لا ينفك أحدهما عن الآخر

السؤال

ما الفرق بين الإيمان والعمل الصالح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإيمان مصدر آمن، وآمن أصله من الأمن، ضد الخوف.

والغالب أن يكون الإيمان لغة بمعنى التصديق، ضد التكذيب، يقال: آمن بالشيء إذا صدق به، وفي القرآن الكريم: وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ [يوسف:17].

والإيمان في اصطلاح أهل السنة: قول وعمل واعتقاد. قول القلب: وهو الاعتقاد والتصديق. وعمل القلب: وهو الإخلاص والحب والخوف والرجاء وسائر أعمال القلوب. وقول اللسان: وهو النطق بالشهادتين، والإقرار بلوازمهما. وعمل الجوارح: وهو العمل الذي لا يؤدى إلا بها كالصلاة، والحج وغيرهما، وهي تابعة لأعمال القلوب، ولازمة لها، ولمعرفة أركان الإيمان وأدلتها راجع الفتوى:
18348.

أما العمل الصالح، فهو لازم من لوازم الإيمان وجزء منه، وقد علق الله دخول الجنة على الإتيان به في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف:72].

وقد أمر الله تعالى بالعمل الصالح في غير موضع من القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110]. وقال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك: 2].

قال الفضيل بن عياض في تفسير العمل الحسن: أخلصه وأصوبه، فقيل له: ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً، فالخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السنة. انتهى.

وقد سبق بيان منزلة العمل من الإيمان في الفتوى: 17836، وتبين منه أن جنس العمل شرط في صحة الإيمان، وأفراد العمل شرط في كماله.

وقد سبق بيان الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى في الفتوى: 12178.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني