الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية حساب زكاة المال المودع في البنك لسنوات سابقة

السؤال

وضع لي أبي - رحمه الله - مبلغًا معينًا من المال أثناء حياته في أحد البنوك - لا أدري كم كان المبلغ, ولم أتصرف فيه مطلقًا طيلة حياته, ولم أعرف حتى مقدار المبلغ - وتوفي - رحمه الله - منذ سنتين ونصف تقريبًا, وأنا لم أخرج زكاة المال حتى وقتنا الحالي, ولا أدري كم كان المبلغ وقت أن أودعه والدي - رحمه الله - في البنك منذ سنوات طويلة, ولا أدري كم صار بعد وفاته؛ لأن المبلغ مودع في بنك إسلامي يقوم باحتساب الفائدة السنوية على الأموال بإشراف هيئة شرعية موجودة بالبنك, فكيف أخرج الزكاة الآن - بارك الله فيكم - وأنا لا أعرف على الإطلاق كم كان وقت إيداعه, ولا أعرف حتى تاريخ إيداعه, ولا أعرف كم زاد وكم نقص طيلة هذه الفترة, ولا أعرف كيف كان يتصرف فيه والدي - رحمه الله - بالإيداع أو الصرف منه؟ فكل ما أعرفه هو قدر المبلغ الموجود حاليًا, ولا أعرف أي شيء عن قدر المبلغ, وكيف كان التصرف فيه طيلة السنين السابقة؟ فكيف أؤدي زكاة المال عن الفترة السابقة - بارك الله فيكم -؟ أفتوني مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تطلب من البنك موافاتك بالبيانات المتعلقة بهذا المبلغ من تاريخ إيداعه, وحركة الصرف والإيداع، ثم تقوم باحتساب الزكاة عن السنوات السابقة بنسبة 2,5 % عن كل عام قمري من بعد بلوغ ذلك المبلغ النصاب، سواء بلغ النصاب بذاته, أم بضمه إلى مبالغ أخرى, فمثلًا إذا فرضنا أن المبلغ قد بلغ النصاب منذ عشر سنوات, وكان قدره آنذاك خمسين ألفًا من الجنيهات, فإنك تخرج عن السنة الأولى مبلغًا قدره 1250جنيهًا, ثم تخصم تلك الزكاة من حساب العام الذي يليه بعد حساب أرباحه - في حالة كونها أرباحًا مشروعة - ولنفرض أنها 10% مثلًا فيكون المبلغ في السنة الثانية 50000 (أصل المبلغ) + 5000 (أرباح المبلغ) - 1250 (زكاة العام الماضي) = 53750 جنيهًا، ثم تقوم بحساب زكاته كما قمت بحسابها في السنة السابقة, وهكذا إلى أن تنتهي من حساب زكاة السنوات كلها, وانظر الفتاوى: 35577، 68747، 151353.
أما إن تعذرت معرفة البيانات الخاصة بهذا المبلغ, فاجتهد بقدر وسعك في تقديره وتقدير أرباحه, ووقت بلوغه النصاب وما يتعلق بذلك، ثم أخرج المقدار الذي يغلب على ظنك أنه يبرئ ذمتك، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني