الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جدي يأخذ من الماء أكثر مما هو مقرر له فهل يؤثر ذلك على قبول صيامي؟

السؤال

أريد صيامًا متقبلًا, ولدي بعض المشاكل في ذلك, أولها ولعلها أكثرها ضررًا أن جدي يسرق الماء عندما يأتي من مصدره لتعبئة الخزانات, ويسرقها بأن يجعلها مفتوحة له أطول مما هو مقرر له, فقلت له أكثر من مرة ونبهته، ونُبِّه أكثر من مرة، فلم يفد ذلك معه، فماذا أصنع؟ علمً أنني الوحيد الذي قد يقلق على شيء كهذا في العائلة مع أمي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان مصدر هذا الماء مملوكًا لأحد ـ كما هو المتبادر ـ كالدولة, أو لمتبرع، وقدَّر صاحب الماء لكل أحد مقدارًا معينًا من الماء، فلا يجوز لجدك أن يحبسه أكثر مما قدر له، وفي هذه الحال إذا قمت بنصح جدك عدة مرات فلم ينتصح، فلا شيء عليك إذا فعلت ما تقدر عليه من حجزه عن هذا الظلم، ولا أثر لذلك في قبول صيامك، وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 95454، ورقم: 177381.

وأما إن كان غير مملوك لأحد: فيجوز لجدك أن يستوفي من الماء حتى يملأ الخزانات، قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في فتح الباري: قَالَ الْعُلَمَاءُ: الشُّرْبُ مِنْ نَهَرٍ، أَوْ مَسِيلٍ غَيْرِ مَمْلُوكٍ يُقَدَّمُ الْأَعْلَى فَالْأَعْلَى، وَلَا حَقَّ لِلْأَسْفَلِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ الْأَعْلَى وَحده أَن يغطي الْمَاءَ الْأَرْضَ حَتَّى لَا تَشْرَبَهُ وَيَرْجِعَ إِلَى الْجِدَارِ ثُمَّ يُطْلِقَهُ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني