الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نوم فتاتين متلاصقتين أو غير متلاصقتين في لحاف واحد

السؤال

ما حكم نوم فتاة بجانب فتاة أخرى وهما متلاصقتان؟ وإن كان يجوز فما حكم التحافهما بلحاف واحد متلاصقتين أيضا؟ وما حكم نومهما غير متلاصقتين بلحاف واحد ؟
وأخيرا ما الحكم إذا كان لا يجوز أن تناما متلاصقتين هل يدخل هذا في الاستراحة؟
ورجاء الإجابة على كل فرع من الأسئلة.
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم الأمة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يحرم أن تضطجع المرأتان في فراش واحد متجردتين، فإن لم يكن هناك تجرد من الثياب فلا حرج في اضطجاعهما في فراش واحد، ولو كانتا متلاصقتين، إذا لم تُخش من ذلك الفتنة بينهما.

جاء في الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع للشربيني: ويحرم اضطجاع رجلين، أو امرأتين في ثوب واحد إذا كانا عاريين، وإن كان كل منهما في جانب من الفراش؛ لخبر مسلم: «لا يفض الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد، ولا المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد» .اهـ.

قال البجيرمي في حاشيته: قوله: ( إذا كانا عاريين ) خرج به ما إذا لم يتجردا، فيجوز نومهما في فراش واحد ولو متلاصقين. وظاهره ولو انتفى التجرد من أحدهما فقط، وهو محتمل .اهـ.

وجاء في كشاف القناع: (ويكره) (نوم رجلين أو امرأتين أو مراهقين) وفي الرعاية مميزين (متجردين تحت ثوب واحد) (أو) تحت (لحاف واحد) قال في الآداب: ذكره في المستوعب والرعاية. وقد «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مباشرة الرجل الرجل في ثوب واحد والمرأة المرأة» . (قال في المستوعب ما لم يكن بينهما ثوب) فلا يكره نومهما تحت ثوب واحد أو لحاف واحد وهو مفهوم قوله فيما سبق متجردين. اهـ.

فالحاصل أن المحرم هو الاضطجاع في فراش واحد مع التجرد من الثياب، وما سوى ذلك فليس بمحرم، إذا كانت الفتنة مأمونة. وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 10874.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني