الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ابتلاع ما يخرج من الأنف أثناء الصيام

السؤال

أشكركم على ما تبذلونه في سبيل الله جزاكم الله كل خير: ابتليت بعادة قبيحة منذ الصغر وأحاول التخلص منها وأحيانا أنجح وأحيانا لا أنجح،
وهي أنني في بعض الأحيان أخرج ما في أنفي ـ أعزكم الله ـ وأضعه في فمي، وسؤالي هو: كنت أفعل ذلك في نهار رمضان عن جهل تام مني ولم يخطر ببالي أن ذلك قد يؤثر على صيامي، فقرأت في إحدى الصفحات أن ذلك يفطر الصائم، لأنه خرج خارج الجسم قبل أن يعود إلى الفم ولأنني فعلت ذلك عن عمد، فماذا أفعل؟ وهل أعاود صيام 30 يوما من رمضان؟ لأنني لا أذكر متى فعلت ذلك ولا أعلم عدد الأيام التي علي قضاؤها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي لك أن تجاهدي نفسك على الابتعاد عن تلك العادة, فإنها عادة غير لائقة وغير مستحسنة، وإذا كان الحاصل أنك تضعين ما تخرجينه من أنفك في فمك ثم تلفظينه دون أن يدخل شيء إلى جوفك فصيامك صحيح ولا قضاء عليك، أما إذا كنت تبتلعينه عمدا, لكن تجهلين كونه مبطلا للصيام ـ كما ذكرت ـ فإن صيامك صحيح, ولا قضاء عليك عند بعض أهل العلم, ولكن الاحتياط هو وجوب القضاء خروجا من خلاف أهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 127842.

وفي حالة القضاء ولم تكوني ضابطة لعدد الأيام التي فسد صيامها فواصلي القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة، جاء في نور على الدرب للشيخ ابن عثيمين: إذا شك الإنسان فيما عليه من واجب القضاء، فإنه يأخذ بالأقل، فإذا شكَّت المرأة أو الرجل هل عليه قضاء ثلاثة أيام، أو أربعة؟ فإنه يأخذ بالأقل، لأن الأقل متيقن، وما زاد مشكوك فيه، والأصل براءة الذمة، ولكن مع ذلك: الأحوط أن يقضي هذا اليوم الذي شك فيه, لأنه إن كان واجباً عليه فقد حصلت براءة ذمته بيقين، وإن كان غير واجب فهو تطوع، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني