الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى رواية: ومن شذ شذ في النار

السؤال

سؤال أتمنى الإجابة عليه: نحن عائلة كبيرة في مجتمع قبلي محافظ جدا نجتمع في عيد الفطر، ومنذ عشر سنوات يبدأ اجتماعنا من العصر إلى 11 ليلا معايدة وقصائد وعشاء ومناقشة أحوال العائلة وصندوقها... إلخ، وفي هذا العام طرح علينا في نفس وقتنا دعوة لاجتماع الجماعة كافة عقب صلاة المغرب اجتماعا سنويا، وما حصل أن عائلتنا تعتبر نصف الجماعة لكبرها، فقال كبار السن لن نقبل الاجتماع على حساب اجتماعنا العتيق، إما أن يكون اجتماع الجماعة في ثاني أيام العيد، ونحن معهم، وإلا فلن نقبل بتأخير اجتماعنا من أجل اجتماع الجماعة الذي قد لا ينجح وقد لا يستمر، أجمع على هذا حوالي أربعون رجلا من العائلة باستثناء خمسة إخوة، ونحن لا نريد الفرقة والانشقاق، وقد يتطور هذا الأمر إلى التباعد والتباغض ونحن نسعى للم الشمل، والسؤال هو: هؤلاء الخمسة يقولون يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار، وبقية العائلة يقولون صلة الرحم والقربى أولى من الجماعة وطاعة كبار السن من العائلة والمحافظة على لحمة العائلة وعدم تشرذمها أولى من صلة البعيد والجماعة، فمن هم الذين على الحق؟ ومن هم الذين جانبهم الصواب؟ ولكم تحياتي واحترامي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن أمكن الجمع بين الاجتماعين فهو أولى، وإن أصر كبار العائلة على تقديم اجتماعهم الخاص، فالظاهر أن موافقتهم أولى لأن حق الأقرب آكد وصلته أولى من الأبعد، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قَالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ. رواه مسلم.

قال النووي: قال أصحابنا: يستحب أن تقدم في البر الأم، ثم الأب، ثم الأولاد، ثم الأجداد والجدات، ثم الإخوة والأخوات، ثم سائر المحارم من ذوي الأرحام كالأعمام والعمات، والأخوال والخالات، ويقدم الأقرب فالأقرب، ويقدم من أدلى بأبوين على من أدلى بأحدهما، ثم بذي الرحم غير المحرم كابن العم وبنته، وأولاد الأخوال والخالات وغيرهم، ثم بالمصاهرة.

يضاف إلى ذلك أسبقيتهم في ذلك الوقت الذي خصصوه لاجتماعهم الخاص، وأما احتجاج البعض بالحديث المذكور عن الجماعة، فاحتجاج في غير موضعه، فالمقصود في الحديث جماعة المسلمين والشذوذ هو الخروج عن منهجهم، جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح:... والشذوذ المنهي عنه شرعاً هو الشذوذ الذي يشق به صاحبه عصا الإسلام، ويثير به الفتن المنهي عن إثارتها، كشذوذ الخوارج والرافضة وأمثالهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني