الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علامات الطهارة من الحيض، وحكم الشك في الطهارة منه

السؤال

جزاكم الله خيرا على الخير العظيم الذي تقدمونه للمسلمين: عندي سؤال أتمنى أن تجيبني عليه بسرعة: قهرني الوسواس وتأتيني أسئلة تكاد تصيبني بالجنون وأبقى معها في دوامة أفضل إعادة العبادة على هذه الدوامة، ومشكلتي يا شيخ في هذه المرة هي الطهر من الحيض حيث أعاني ولا أعرف هل طهرت أم لا؟ وهذا يحدث معي عند كل نهاية للحيض، فمثلا حضت في يوم 11/9، وبعد مضي 7 أيام شككت أنني طاهرة حيث أرى ماء لا أعرف إن كان هو القصة البيضاء أم لا؟ لأنني في نفس الوقت أرى معه الصفرة أو الكدرة، فاغتسلت في وقت العصر مع شكي في الطهارة، ومع أنني لم أكن مرتاحة لهذا الغسل اغتسلت مرة ثانية في الليل، وفي اليوم الذي بعده عندما ذهبت إلى الحمام ومسحت بالمنديل وجدت ماء شفافا، وهذا الذي أراه دائماً عند الطهر، والمشكلة أنني في نفس الوقت الذي رأيت فيه ذلك الماء الشفاف مسحت فوجدت صفرة ، وهي عبارة عن قطعة صغيرة من ذلك الماء اللزج، فوسوس لي الشيطان أنها القصة البيضاء التي رأيتها وكانت عبارة عن طبقة رقيقة من الماء الشفاف ولكنها غير ظاهرة بسبب أنها رقيقة وترى كأنها بيضاء، فصليت ذلك اليوم بضيق صدر مع أنني كنت أرى القصة البيضاء طول الوقت، وفي اليوم 9 نزلت مني كدرة قاتمة اللون، وبعد ذهابي للحمام مسحت فوجدت دما ولم يكن دما سائلا بل عبارة عن ذلك الماء اللزج، فلم يهنأ لي بال حتى أعدت الغسل للمرة الثالثة، ومع ذلك لم أرتح، لأن الوسواس يقول لي إنك لم تري القصة البيضاء بل كانت عبارة عن صفرة وكدرة، مع أنني أظن أنني رأيت القصة البيضاء قبل هذا الدم وهذه الكدرة القاتمة فماذا أفعل يا شيخ؟ وهل تنصحونني بإعادة الغسل، لأنني لا زلت إلى حد الآن تنزل مني صفرة وكدرة وخيوط حمراء، واليوم هو اليوم 10؟ وهل إذا مسحت ووجدت ذلك الماء الشفاف وبعده مباشرة وجدت صفرة أو كدرة يعد طهرا؟ أرجوكم أجيبوني بالتفصيل، فالحيض عندي يستمر 7 أو 8 أيام، والذي يزعجني في الأمر أنني موسوسة في الغسل ويشق علي إعادة الغسل في كل مرة, أخاف أن أكون حائضا ويجامعني زوجي، وماذا عن صلاتي في هذا الوقت؟ وهل هي صحيحة؟ وهل إدخال الإصبع في الدبر للتنظيف أو لتحسس شيء ما غير عادي يوجب الغسل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما الوسوسة: فعلاجها هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601.

وإذا شككت في الطهر من الحيض فإن الأصل بقاؤه، فلا تغتسلي حتى تتيقني حصول الطهر، وانظري الفتوى رقم: 190811.

ثم الطهر يكون بإحدى علامتين الجفوف أو القصة البيضاء، فإذا انقطع الدم وما يتصل به من صفرة أو كدرة فقد حصل الجفوف، ولا تضر الرطوبة البيضاء، فإن الفرج لا يخلو منها غالبا، وانظري الفتوى رقم: 118817.

فإذا رأيت بعد حصول الطهر إحدى هاتين العلامتين صفرة أو كدرة، فلا تلتفتي إليها ولا تعيدي الغسل، لأن الصفرة والكدرة بعد الطهر لا تعد شيئا، وانظري الفتوى رقم: 134502.

وأما إذا رأيت دما أحمر بعد الغسل في زمن إمكان الحيض فيجب عليك إعادة الغسل، وانظري الفتوى رقم: 118286.

وبما ذكرناه تعلمين أنه لا تلزمك إعادة الغسل بعد رؤية الطهر إلا إذا خرج منك الدم الأحمر وتحققت من ذلك، ولا تلتفتي إلى ما يعرض لك من شكوك وأوهام، بل أعرضي عن ذلك كله حتى يشفيك الله تعالى.

وأما إدخال الأصبع في الدبر فليس مشروعا، ولكنه لا يوجب الغسل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني