الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير الحج للعذر جائز

السؤال

إذا تمكنت مادياً من أداء الحج، ولكن زوجتي حامل، ولا تستطيع أن تذهب معي، وفي نفس الوقت لا أستطيع تركها لوحدها في البلد الذي أعيش فيه، خاصة وأنه ليس لديها أقارب في هذا البلد، والأشخاص الوحيدون القادرون على مساعدتها هم زوجات أصحابي فقط، أضف إلى ذلك أنها تستوحش جداً إذا تركتها، فهل لي أن أؤجل الحج لسنة قادمة، أم يجب أداؤه طالما توفرت القدرة المالية على ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحج يجب على القادر إذا توفرت الشروط اللازمة له، قال تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا {آل عمران:97}.

وروى الحاكم والبيهقي عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حجوا قبل ألا تحجوا. وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ما السبيل؟ فقال: الزاد والراحلة. رواه الدارقطني.

وهو واجب على الفور متى تمكن الإنسان من ذلك، فلعل الأمور في العام المقبل لا تواتيك لأداء هذه الفريضة، فإن استطعت أن تأتي بمحرم لزوجتك يجلس معها أو تسكن معها امرأة ذات دين وخلق فافعل، وإلا فلا تترك زوجتك وحدها في مكان ليس معها قريب، خاصة في ظروفها هذه.

وقد روى سعيد بن منصور وأحمد وأبو يعلى عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لم يحبسه مرض أو حاجة ظاهرة أو مشقة ظاهرة أو سلطان جائر، فلم يحج، فليمت إن شاء يهودياً، وإن شاء نصرانياً.

ونرى أن حاجتك هذه حاجة ظاهرة تجوّز لك تأخير الحج للعام القادم إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني