الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بالنسبة للإماء: لماذا لم يحفظ الإسلام أعراضهن من الرجال الفاسدين الذين كانوا من أسباب فرض الحجاب؟ والسؤال بطريقة أخرى: حينما يكون هناك فاسدون فإنه عندما يتم التمييز بين الحرائر والإماء بالحجاب، فهذا يعني القول مباشرة للرجال الفاسدين قد ميزنا لكم الأمر فاجتبوا الحرائر واستبيحوا أعراض الإماء، ملحوظة: قرأت في بعض الفتاوى أن عمر ـ رضي الله عنه ـ كان يغلظ على الإماء إذا ارتدين الحجاب ويقول لماذا تتشبهن بالحرائر، وكانت إجابتكم أن الحجاب لم يفرض على الإماء للحاجة إليهن في الخدمة، فهل ترون هذا السبب كاف؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا التعرض لهذه المسألة في الفتوى رقم: 117967.

كما سبق لنا التنبيه على عدم صحة القول بأن علة فرض الحجاب هي التفريق بين الحرة والأمة! وعلى أن التفريق بين الحرة والأمة في مسألة الحجاب، فيه خلاف وتفصيل بين أهل العلم، وعلى رجحان التفريق أيضا بين مسألة عورة الأمة ومسألة جواز النظر إليها، وراجعي تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 227926.

وهذا فضلا عن التعرض لها بسوء، فذلك محرم إجماعا، وتجب عقوبة من يفعله عقوبة رادعة من الإمام، كما أشرنا إليه في الفتوى المحال عليها أولا.

وأخيرا ننبه على أن الإسلام لم يأت لعصر معين أو لطائفة معينة من الناس، وإنما جاء للبشرية كلها في كل العصور، فلا بد من مراعاة أحوال المجتمعات في الماضي، وما يمكن أن يتغير في المستقبل، ويُوازَن هذا بما عليه الناس في عصرنا هذا، لنخرج في النهاية بحكم كلي لما هو المناسب من الأحكام!! وهذا لا يتسنى للبشر الذين يجهلون المستقبل، وكثيرا من أحوال الماضي وحقائقه، بل وكثيرا مما يصلح حال البشرية المعاصرة ويتأثرون بفكر ومناهج الأمم الغالبة حتى ولو كانت فاسدة! وقضية الرق بصفة عامة من القضايا التي يخفى كثير من جوانبها الاجتماعية والأخلاقية بعد أن انقرض، فيغيب بسبب ذلك التصور الصحيح لها عن الأذهان، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 114264.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني