الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود الكلام مع من تراد خطبتها، والنظر إليها

السؤال

ما هي آداب الاختلاط بين فتى يريد الزواج من فتاة وليس قادرا على الزواج وهي تعلم أنه يريد الزواج منها؟ وهل يجوز التحدث معها على مواقع التواصل الاجتماعي... والقصة ببعض التفصيل: إنني والله أريد الزواج منها واخترتها لأخلاقها ولأنها ذات دين، وهذا هو الأساس، ثم إن عندها من الحياء والجمال والطيبة، وهي صالحة جدا وأخبرتها أنني أريد الزواج منها بوضوح ولكنني لست قادرا على الزواج الآن، فأنا لا أزال طالبا جامعيا، ووعدتها بأن أتزوجها عندما أكون قادرا على ذلك وأخاف عليها حتى من نفسي ولا أريد أن أؤذيها أبدا، بل أريد أن أسعدها وقد كنت كلمتها شهورا على مواقع التواصل وعلمت أن ذلك خطأ فتركته، فما هي حدود تعاملي معها؟ وهل يمكن أن أكلمها في موضوع غير الزواج مثلا نتناقش في كتب نقرؤها سويا مع العلم أننا نفعل هذا فقط لكي لا نفترق نهائيا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الكلام مع من تراد خطبتها، والنظر إليها لتتبين له هيئتها فلا يندم على نكاحها يجوز، ويتقيد بقدر الحاجة، ولا يزيد، وبه تعلم أن ما سألت عنه من التواصل والقراءة في بعض الكتب ليس مما أذن فيه الشرع، بل هو في الغالب مدخل للكلام فيما لا يجوز، والسلامة لا يعدلها شيء، ومن تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، وعليك أن تتوب إلى الله مما سبق من محادثات لغير حاجة، ونذكرك أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فقد جاء في مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلك أنه قال: إنك لن تدع شيئا ابتغاء الله إلا آتاك خيرا منه. قال محققوه: إسناده صحيح. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 229183، وتوابعها. نسأل الله أن يحفظك عن الحرام، ويرزقك زوجة صالحة، وذرية صالحة.

وننصحك بتعجيل العقد، وتأخير البناء طالما أنك لا تستطيع إتمامه الآن وقد حصل نوع تعلق، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 20078، بعنوان: نصائح لمن تعلق قلبه بامرأة ولا يقدر على أعباء الزواج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني