الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رؤية أفلام كرتونية لوضعيات جنسية بغرض التعليم

السؤال

شيخنا: أرسلت لكم سؤالًا، وكان الجواب كالآتي: "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلا تجوز مشاهدة الرسوم الكرتونية إذا كانت عارية أو إباحية، سواء كانت متحركة أو ثابتة، لما في ذلك من الدعوة إلى الرذيلة وسوء الأخلاق" وأزيد أن الصور لا تظهر العورات الغليظة، وهي كرتونية لشخصيات في وضعيات جنسية فقط، يظهر ثدي رمزي للفتاة الكرتونية، وهذه الصور لا تثير الشهوات، بل هي تعليمية في الأساس، فلماذا لا يجوز للرجل صحبة زوجته للاطلاع عليها؟ وما الأدلة؟ والإنسان يطبق هذه الوضعيات مع زوجته في الحلال الطيب؛ لتحصين نفسه، والعفاف أكثر، وإزالة الحشمة على الزوجة، فالنساء يعتقدن أن الحياة الجنسية دائمًا وضعية واحدة - المرأة ملقاة على ظهرها - والاطلاع على الصور لا يثير الشهوات، كما أن التفقه بالصور ليس كالقراءة، فقد اشتريت كتاب تحفة العروسين، فوضحوا لي - نفع الله بكم -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس عندنا في الموضوع إلا ما ذكرناه سابقًا من المنع من مشاهدة تلك الصور عارية، وليكن في علمك أن العورة، أو صورتها، لا فرق بين مغلظها وخفيفها من حيث منع النظر إليهما، ثم إن أثر هذه الرسوم في تحريك الشهوة وإثارتها؛ لما صار من التقدم الكبير في رسمها، وطريقة إخراجها، وما يقترن بها من مثيرات صوتية، أو حركية، أو غير ذلك، لا ينكره عاقل، والله عز وجل يقول: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، فكيف يسوغ بعد ذلك النظر إليها بمبررات أوهى من بيت العنكبوت!؟

وحاجة الزوجين إلى معرفة بعض طرق المعاشرة - إن وجدت - تندفع بقراءة الكتب، والمقالات العلمية المتخصصة في هذا الشأن، والمنضبطة بضوابط الشرع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني