الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اليوم الذي لا تتيقن المرأة أنه من عادتها لا يعتبر منها

السؤال

أتمنى أن تجيبوني بكل دقة، وتبسيط.
في بداية بلوغي لم أكن أعرف الكثير عن موضوع الحيض، فكنت عندما يبدأ بالتوقف، أغتسل، ولم أكن أهتم بموضوع وجود صفرة، فأنا الآن لست متأكدة من مدة عادتي، ولكن يغلب على ظني أنها ما بين ثمانية أيام إلى تسعة. هذا قديما. أما الآن فمنذ فترة عندما بدأت أدقق في موضوع الطهر بالقصة أو الجفوف. وعندما بدأت تأتيني إفرازات وردية لم أكن معتادة عليها، أصبحت أغتسل أكثر من مرة في نهاية الحيض، والآن لا أعرف مدة عادتي تماما. فكيف أعرف أن الصفرة، والكدرة عندما يفصل بينها وبين الدم طهر، تكون خارج وقت العادة أم داخلها. فماذا أفعل الآن؟
فحاليا تبدأ عادتي بكدرة، وبعدها دم حيض، وبعدها إفرازات وردية وصفرة، ولا أعرف مدة عادتي تماما، وأنا صاحبة السؤال رقم: 2456084 فكيف أعرفها؟ إنني أعاني الكثير من الحالات النفسية الصعبة نحو هذا الموضوع.
أريد حلا مريحا لي، فنفسيتي متعبة، وكل شهر أصبحت في نهاية الحيض أتعب نفسيا.
وأريد أن أستفسر عن الكدرة. هل هناك من يعتبر الإفرازات الوردية كدرة؟ وهل يمكنني الأخذ بأقوال العلماء في كل حيضة، كل قول مختلف عن الآخر أي أحيانا أعتبر الكدرة من الحيض، وأحيانا لا على حسب حالتي؛ لأنني أعيش أياما صعبة، وجسمي يتعب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمفتى به عندنا في الصفرة والكدرة قد بيناه في الفتوى رقم: 134502 وحاصله أنها حيض في مدة العادة، أو إن كانت متصلة بالدم، وما لم تتيقني أن هذا اليوم من عادتك فالأصل أنه ليس منها، ومن ثم تعتبرين ما ترينه من الصفرة والكدرة بعد رؤية الطهر في اليوم الذي تشكين في كونه من عادتك، طهرا لا حيضا؛ لأن المتيقن هو الطهر، وعودك حائضا مشكوك فيه، فيستصحب الأصل وهو بقاء الطهر، ولك أن تعملي بقول من لا يعتبر الصفرة والكدرة بعد رؤية الطهر مطلقا حيضا، وهو قول قوي متجه في الدليل؛ لقول أم عطية رضي الله عنها: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا. رواه أبو داود وأصله في البخاري.

وإذا كنت مصابة بشيء من الوسوسة، فقد بينا أن للموسوس الأخذ بأيسر المذاهب عليه رفعا للحرج؛ وانظري الفتوى رقم: 181305.

وأما عملك ببعض المذاهب مرة، وببعضها مرة، فشرط جوازه ألا يكون ذلك بالتشهي، وتتبعا للرخص؛ وانظري لبيان ضابط الانتقال بين المذاهب الفتوى رقم: 186941.

وأما اللون الوردي، فالظاهر أنه من ألوان الدم، فهو أحمر خفيف الحمرة، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني