الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من بلغت به الوسوسة إلى حد سب الله تعالى

السؤال

عندما كنت أصلي، سمعت سبا لله تعالى، فتفلت عن يساري ثلاثا، على أساس أنها وسوسة شيطان، ولكني سمعته مرة أخرى بعد أن تفلت.
إذا كان هذا السب ليس وسوسة من الشيطان، بل من نفسي: كيف تكون النفس المؤمنة، الحريصة على عبادة الله وطاعته، بهذا السوء؟
أرجو التوضيح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنك لم تبين لنا هل سمعت السب من نفسك أو من غيرك، ولا شك أن سب الله تعالى أمر خطير، وهو يعتبر كفرا إذا صدر من عاقل واع لما يقول، وعلى من غلبه الوسواس على نفسه فصار يتفوه بالسب، أن يبادر للاستعاذة بالله تعالى من الشيطان ووساوسه؛ فقد ثبت في الحديث عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي، وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثا. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. رواه مسلم.

ثم إن الوساوس قد تعرض للمؤمن، ولكن خوفه منها دليل على صحة إيمانه؛ فإن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه، وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء، ولا يقتصر في حقه على الوسوسة، بل يتلاعب به كيف أراد.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر، ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان، إن كيد الشطان كان ضعيفا، وكلما أراد العبد توجها إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوساوس أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه؛ ولهذا قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس، فقال: صدقوا، وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب. اهـ.

وللتعرف على علاج الوساوس راجع الأجوبة التالية أرقامها: 45147 ، 1406، 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني