الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بعد الأذان إلى الإقامة لا تفوت معه الصلاة أول الوقت

السؤال

عندما أسمع الأذان وأنا في بيتي، هل أقوم بالدعاء بعده حتى الإقامة أم أذهب على الفور إلى الصلاة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالصلاة أول الوقت أفضل من الصلاة في آخر الوقت أو وسطه، كما بينا في الفتوى رقم: 186717.

والمبادرة بالسنن القبلية، ثم الصلاة هو تحقيق لهذه الفضيلة، ويمكن أن تجمعي إلى ذلك الدعاء داخل الصلاة، أو الدعاء ثم السنة القبلية، ثم الفريضة، كما بينا في الفتوى رقم: 144839.

والدعاء بعد الأذان لا تفوت معه فضيلة الصلاة أول الوقت، فقد روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة.

فقوله: ثم سلوا... أمر بالدعاء، لا يتنافى مع المبادرة، والمرأة داخلة في هذا العموم، قال النووي في المجموع: قَالَ أَصْحَابُنَا: وَيُسْتَحَبُّ مُتَابَعَتُهُ لِكُلِّ سَامِعٍ مِنْ طَاهِرٍ وَمُحْدِثٍ وَجُنُبٍ وَحَائِضٍ وَكَبِيرٍ وَصَغِيرٍ، لِأَنَّهُ ذِكْرٌ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الذِّكْرِ، وَيُسْتَثْنَى مِنْ هَذَا الْمُصَلِّي وَمَنْ هُوَ عَلَى الْخَلَاءِ وَالْجِمَاعِ. اهـ

وعليه، فلا حرج عليك في الدعاء بعد السنة القبلية، أو قبلها، أو حتى داخل الصلاة، ولم نر فيما اطلعنا عليه من كلام أهل العلم، التفضيل بين الحالين ـ فالله أعلم ـ ويُستثنى من ذلك صلاة العشاء، فالمستحب تأخيرها، كما بينا في الفتوى رقم: 120369.

وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 127856.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني