الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخلف عن الجماعة بسبب التصوير وتراوده نفسه بإتلافها

السؤال

ذات يوم ذهبت إلى استديو تصوير، وكان المؤذن يؤذن لصلاة العصر، ولكني دخلت الاستديو، وتصورت، وأخرجت لي بعض الصور، واستلمتها، فهل استخدام هذه الصور في حياتي كلها - كأن أضعها مثلًا على شهادة المؤهل الدراسي عند طلبها، أو عند طلبها في الوظيفة، أو غير ذلك - يكون حرامًا، ولا بد لي أن أقطعها؟ لأني تصورت في وقت الأذان، وفي الوقت الذي كان الناس يصلون فيه أيضًا، ولكني لم أصلِّ وذهبت للتصوير، فهل استخدام هذه الصور باطل في حياتي، ولا بد لي أن أمزقها أم ماذا؟ أفيدوني - بالله عليكم -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف العلماء في وجوب صلاة الجماعة، كما سبق توضيحه في الفتوى: 38639، وقد رجحنا القول بالوجوب العيني، إلا أن هذا لا يعني حرمة استخدام الصور المذكورة.

وأما الإثم فإنما يتعلق بترك صلاة الجماعة، لا بذات الصور.

ثم إن إتلاف الصور المذكورة في تلك الحالة منهي عنه شرعًا؛ حيث إن لها قيمة مالية معتبرة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال. كما ثبت في الصحيحين.

قال النووي: هُوَ صَرْفه فِي غَيْر وُجُوهه الشَّرْعِيَّة, وَتَعْرِيضه لِلتَّلَفِ, وَسَبَب النَّهْي أَنَّهُ إِفْسَاد, وَاَللَّه لَا يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ, وَلِأَنَّهُ إِذَا أَضَاعَ مَاله تَعَرَّضَ لِمَا فِي أَيْدِي النَّاس.

وقال الحافظ ابن حجر: وهو يتناول كل ما يتمول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني