الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مفهوم تفضيل الرجل على المرأة عند الشيخ الشعراوي

السؤال

قرأت عن أقوال كثير من العلماء أن جنس الرجال أفضل في العموم من النساء، وقرأت الأسباب التي استندوا إليها في ذلك، ومنها قول الله تعالى: وليس الذكر كالأنثى ـ وقوله تعالى: الرجال قوامون على الناسء بما فضل الله بعضهم علي بعض ـ وقوله تعالى: وللرجال عليهن درجة ـ وقرأت تفسير كل تلك الآيات للشيخ الشعراوي فلم أجد أي معنى في التفسير يدل على أن الرجال أفضل من النساء، فما هو الصحيح؟
وإذا كان التفضيل من عند الله فنحن نقبله بترحيب، ولكن التفضيل جاء من باب قول العلماء واستنادهم إلى ما هو في آيات الله تعالى، مع أن المعنى كما جاء في الآيات ليس كما يقولون.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلماء هذه الأمة هم سراجها الذي ينير لنا الدرب ويوضح لنا الحق في فهم نصوص الكتاب والسنة، فهم أنوار هدى ومصابيح دجى، بهم قام الكتاب، وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب، وبه نطقوا ـ كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية.

فهم فعلا ذكروا هذه النصوص ونحوها الدالة على أفضلية جنس الرجال على جنس النساء، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 34461.

وهذا التفضيل اقتضى مزيد تكليف للرجال دون النساء، وهذا من العدل الذي جاء به الإسلام، ودعوى المساواة تتضمن نوعا من الظلم للمرأة قبل أن يكون فيها ظلم للرجل، ويمكن مطالعة الفتوى رقم: 138007.

وإذا لم يذكر الشيخ الشعراوي دلالة هذه النصوص على تفضيل الرجل على المرأة فلا يعني أن ذلك غير ثابت، ثم إننا وجدنا أنه ذكر هذا المعنى في تفسيره حيث قال ـ رحمه الله ـ عند تفسيره قوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء:34} والمرأة التي تخاف من هذه الآية، نجد أنها لو لم ترزق بولد ذكر لغضبت، وإذا سألناها: لماذا إذن؟ تقول: أريد ابناً ليحمينا، كيف وأنت تعارضين في هذا الأمر؟..... إن وجه التفضيل أن الرجل له الكدح وله الضرب في الأرض وله السعي على المعاش، وذلك حتى يكفل للمرأة سبل الحياة اللائقة عندما يقوم برعايتها...... ونلحظ أنه ساعة التفضيل قال: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ـ لقد جاء بـ: بعضهم ـ لأنه ساعة فضل الرجل، لأنه قوّام فضل المرأة أيضاً لشيء آخر وهو كونها السكن حين يستريح عندها الرجل وتقوم بمهمتها، ثم تأتي حيثية القوامة: وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ـ والمال يأتي نتيجة الحركة ونتيجة التعب، فالذي يتعب نقول له: أنت قوّام، إذن، فالمرأة يجب أن تفرح بذلك، لأنه سبحانه أعطى المشقة وأعطى التعب للجنس المؤهل لذلك، ولكن مهمتها وإن كانت مهمة عظيمة إلا أنها تتناسب والخصلة المطلوبة أولاً فيها: الرقة والحنان والعطف والوداعة، فلم يأت بمثل هذا ناحية الرجل، لأن الكسب لا يريد هذه الأمور، بل يحتاج إلى القوة والعزم والشدة، فقول الله: قوامون ـ يعني مبالغين في القيام على أمور النساء. اهـ.

فالشيخ الشعراوي يثبت بصورة واضحة التفضيل، وأن له مقابله من الأعباء، ويمكن مراجعة كلامه بكامله في تفسيره.

وقال في تفسير قوله سبحانه: وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {البقرة:228} وهي درجة الولاية والقوامة، ودرجة الولاية تعطينا مفهوما أعم وأشمل، فكل اجتماع لا بد له من قَيِّم، والقوامة مسئولية وليست تسلطاً، والذي يأخذ القوامة فرصة للتسلط والتحكم، فهو يخرج بها عن غرضها، فالأصل في القوامة أنها مسئولية لتنظيم الحركة في الحياة.

ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 3661، وهي حول شبهات عن مكانة المرأة في الإسلام وجوابها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني