الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجود الرطوبات العادية لا يعني عدم حصول الطهر

السؤال

أود أن أعرف في فترة الحيض، وعند نزول الصفرة، فأنا لا أطهر حتى أرى القصة البيضاء، ولكن في البداية تكون القصة لونها أصفر، فلا أطهر، ولكن بعد ذلك عندما يبدأ اللون الأصفر بالزوال تدريجيا يتغير لونها، أي يصبح أبيض مائلا للصفرة، ولكنني قرأت في موقع إسلام ويب -الاستشارات - دكتورة تقول: إن الإفرازات العادية مائلة للصفرة، وبعد اليوم التاسع تعد المرأة مستحاضة، وأيضا قمت بالسؤال مرة أخرى لأتأكد في موقع الاستشارات، وقلت إنني أرى القصة البيضاء لونها أبيض في يدي، ولكن في القطنة أو المنديل يكون لونها مائلا للصفرة. فقالوا لي إن القصة ترى برأي العين، وأن أبعد عن الوهم، ولكنني لم أكن أتوهم، فهي فعلا كانت مائلة للصفرة، وهذا ما يقلقني في فترة الحيض؛ لأن الإفرازات العادية في بعض الأحيان يكون لونها مائلا للصفرة، فنحن نحتار هل هي صفرة عادية أم حيض، فتحيرت في أمري كثيرا، فقلت حتى لا أقلق نفسي بما أنني رأيتها برأي العين فلن ألتفت. مع العلم أن لونها كان أبيض وفيه صفرة جدا خفيفة بالكاد ترى، فقلت يمكن أن يكون كما قالت الدكتورة إنه لون الإفرازات العادية. فهل يجوز أن آخذ بهذا الكلام؟ أي أقصد أن أعتبر بعد اليوم التاسع أن ما ينزل مني استحاضة، كما قالت الدكتورة، فهذا القول أشعر أنه يريحني أكثر، ويبعد عني الوسوسة. مع العلم أنني أصلا أعاني من الوسواس. فهل يجوز لي أن آخذ بقول الشيخ أي أنني إذا رأيت القصة البيضاء في يدي بيضاء أعتبرها طهرا، حتى لو كانت مائلة للصفرة قليلا إذا وضعتها على منديل؟ مع العلم أنه ليس وهما أو وسوسة، فلونها مائل للصفرة الفاتحة جدا عند وضعها على منديل، ولكن في يدي يكون لونها أبيض. أو أن آخذ بكلام الدكتورة وأعتبر بعد اليوم التاسع استحاضة ؟ فهذا سيريحني كثيرا من الوسواس، وسيسهل علي أمري كثيرا. وهل علي قضاء الأيام التي كنت أشك فيها إذا كان على طهر أم لا؟ مع العلم إنني في آخر حيضة أخذت بكلام الشيخ- جزاه الله خيرا- وهو أن أرى القصة برأي العين ولا ألتفت إذا كان لونها في المنديل أصفر، فهذا يريحني من التفكير والقلق أيضا، وأيضا بكلام الدكتورة مع أنني لا أطهر قبل اليوم العاشر, فأفيدوني هل فعلي صحيح ؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن علاج الوساوس يكون بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601، والقصة البيضاء قد بينا صفتها في الفتوى رقم: 147489، وهذه الإفرازات المسؤول عنها تعد من الرطوبات العادية ما دمت ترينها بيضاء، ولا عبرة بتغير لونها يسيرا إذا وضعت على المنديل ونحوه، وهذه الرطوبات العادية لا تمنع حصول الطهر، فإن الفرج لا يخلو منها غالبا، فمتى انقطع الدم وما اتصل به من صفرة أو كدرة فقد طهرت، ولا عبرة بهذه الرطوبات البيضاء، ولا تلتفتي إلى هذا التغير الذي يحصل لها إذا وضعت على المنديل، وانظري الفتوى رقم: 123616 .

وبهذا الإيضاح يزول عنك الإشكال، فإذا تحققت أنك تركت الصلاة حيث لزمك فعلها فعليك أن تقضي تلك الصلوات المتروكة لأنها دين في ذمتك لا تبرئين إلا بقضائها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني