الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزكية العلماء للشيخ.. عبد القادر الجيلاني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله ما رأي فضيلتكم في الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله وهل يؤخذ عليه من قيام بعض الناس من التبرك بقبره والأكثر من ذلك عبادته باعتباره من الأولياء الأجلاء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالشيخ عبد القادر الجيلاني هو: عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن جنكي دوست الحسني ولد في جيلان وراء طبرستان سنة 471هـ ثم انتقل إلى بغداد سنة 488هـ، فاتصل بشيوخ العلم، وبرع في أساليب الوعظ، وتفقه وسمع الحديث، وقرأ الأدب واشتهر، وتصدر للتدريس والإفتاء في بغداد سنة 28هـ وتوفي بها سنة 561هـ.
وأهم مصنفاته:
- الغنية لطالب طريق الحق.
- والفتح الرباني.
- وفتوح الغيب.
وألفت في مناقبه كتب منها:
- مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني لموسى بن محمد اليونيني.
- وتفريح الخاطر في مناقب الشيخ عبد القادر للإربلي.
قال ابن الأثير في ترجمته: وكان من الصلاح على حال وهو حنبلي المذهب.
وقال عنه ابن السمعاني:
هو إمام الحنابلة وشيخهم في عصره، فقيه، صالح، دين، خير، كثير الذكر، دائم الفكر، سريع الدمعة.
وقال ابن رجب: وكان الشيخ عبد القادر متمسكاً في مسائل الصفات والقدر ونحوها بالسنة مبالغاً في الرد على من خالفهما...
وأما ما يفعله الناس عند قبره من الشرك، أو ما ينُسب إليه من البدع والخرافات، فلا شك أنه بريء من ذلك، وقد سئل شيخ الإسلام عن قول القائل أن من قرأ آية الكرسي واستقبل جهة الشيخ عبد القادر الجيلاني وسلم عليه وخطا سبع خطوات يخطو مع كل تسلمية خطوة إلى قبره قُضيت حاجته، فكان من جوابه رحمه الله أنه قال: فصل: وأما قول القائل: من قرأ آية الكرسي... فهذا أمرٌ القُربة فيه شرك برب العالمين، ولا ريب أن الشيخ عبد القادر لم يقل هذا، ولا أمر به، ومن يقل مثل ذلك عنه، فقد كذب عليه، وإنما يحدث مثل هذه البدع أهل الغلو والشرك... مجموع الفتاوى 27/112.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني