الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة أذكار الصباح والمساء دون ترتيب والأكل أثناء قراءتها

السؤال

أحيانا وأنا أقرأ أذكار الصباح أو المساء لا أقوم بقراءتها بالترتيب، وأقوم بقراءة البعض منها، وفي وقت آخر أكمل الناقص. وأحيانا أتناول بعض الأكل بين الأذكار.
هل يصح هذا؟ أم إنها مثل القرآن يجب عدم تناول المأكولات أثناء قراءتها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنريد أولا الإشارة إلى أن القرآن لا يحرم عند تلاوته تناول المأكولات، أو فعل شيء آخر غير التلاوة، وإنما كره أهل العلم قطع القراءة بالكلام مع الناس، معللين ذلك بأن كلام الله لا ينبغي أن يؤثر عليه غيره. وأيدوا ذلك بما روي في الصحيح: كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه. اهـ.

وفي خصوص الأذكار فلا حرج في عدم ترتيب قراءتها، أو قطعها ببعض الأعمال؛ لعدم ورود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يدل على لزوم الترتيب. وقراءة الأذكار لا يلزم فيها ما يلزم لقراءة القرآن، والأمر فيها واسع؛ وانظري الفتويين التالية أرقامهما: 32564، 242266.
ولكن الأفضل والأكمل للمسلم إذا أراد قراءة الأذكار والأدعية أن يتفرغ لذلك، ويتهيأ له بالطهارة، واستقبال القبلة إن أمكن.

قال النووي- رحمه الله- في الأذكار: ينبغي أن يكون الذاكرُ على أكمل الصفات، فإن كان جالساً في موضع استقبل القبلة، وجلس مُتذلِّلاً، مُتخشعاً بسكينة ووقار، مُطرقاً رأسه، ولو ذكر على غير هذه الأحوال جاز ولا كراهة في حقه.." لقوله تعالى في وصف عباده أولي الألباب: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِم) (آل عمران: من الآية191).

ولما في الصحيحين عن عائشة- رضي الله عنها-قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني