الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصيام والحجاب كلاهما فرض على المرأة

السؤال

هل يبطل صيام الفتاة غير محجبة أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يبطل صيام الفتاة غير المحجبة، فلا تأثير للحجاب أو عدمه على صحة الصيام، لكن نقول لكِ: صومي وتحجبي فكلاهما فرض عليك، فإن الذي فرض عليك الصيام هو الذي فرض عليك الحجاب، قال عز من قائل: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الأحزاب:59].
واعلمي أنك إذا تحجبت فبذلك تكونين قد تقربت إلى الله تعالى بأحب شيء إليه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضت عليه... رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وإذا تحجبت أختي المسلمة فذلك قد يكون سبباً في نجاتك من النار ودخولك الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهنَّ كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه أحمد ومسلم.
قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم عند شرحه لقوله كاسيات عاريات. : وقيل معناه: تستر بعض بدنها وتكشف بعضه، إظهاراً لجمالها ونحوه، وقيل معناه: تلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها. انتهى
وتركك للحجاب - أختي المسلمة - قد يكون سبباً في حرمانك من رحمة الله تعالى، ففي الحديث السابق زيادة عند أحمد ، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: العنوهنَّ فإنهنَّ ملعونات.
ورحم الله عائشة التيمورية التي قالت:
بيد العفاف أصون عز حجابي ... وبعصمتي أعلو على أترابي
ما عاقني خجلي عن العليا ولا ... سدلُ الخمار بلمتي ونقابي
فصومي وتحجبي أختاه رحمنا الله وإياك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني