الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم شرب الحامل دواء نهار رمضان لأجل التحليل

السؤال

أنا حامل، والطبيبة أعطتني تحاليل أقوم بها، وهي عبارة عن تحليل دم، وتحليل سكر حيت أقوم بشرب مقدار كبير من شراب الجليكوز؛ لمعرفة مدى تحملي للسكر، وهو تحليل يعطى لكل الحوامل.
المشكلة أن موعده في شهر رمضان، ولم أسأل طبيبتي هل هو ضروري لي؛ لأني أخاف أن لا تصدقني، فهي كافرة.
ماذا أفعل أشيروا علي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فما دمت حاملا، فإنك إذا خفت على نفسك من الصيام، أو على الجنين الذي في بطنك، أو شق عليك الصيام، فإنه يجوز لك أن تفطري بسبب الحمل، وحينئذ لا إشكال في شرب ذلك الدواء، وتقضين يوما آخر مكان اليوم الذي أفطرته.

وإذا لم تخافي على نفسك، ولا على الجنين، وأطقت الصيام، فإنه لا يجوز لك أن تفطري لأجل الحمل، وحينئذ إذا لم يكن التحليل المشار إليه ضرورة، أو كان كذلك، ولكن يمكن تأجيله إلى الليل، فإنه لا يجوز لك الفطر لأجله؛ لأن الصوم واجب عليك، وليس ثم عذر يبيح لك الفطر.

وأما إن كان التحليل أمرا ضروريا تخشين ضررا بعدمه، ولم يمكن تأجيله إلى الليل، فلا حرج عليك في الفطر حينئذ، وإذا كانت الطبيبة كافرة، وتعلمين أنها ليست بثقة في قولها، لم يجز لك الأخذ بقولها والفطر بناء عليه، والطبيب الكافر إنما يقبل قوله إذا كان ثقة، كما بيناه في الفتوى رقم: 210637

فإذا علم أنه ليس بثقة، لم يقبل قوله، ولا يحكم بكونه غير ثقة لمجرد كونه كافرا كما قال ابن القيم في بدائع الفوائد: ولا يلزم من مجرد كونه كافرا أن لا يوثق به في شيء أصلا ... اهــ.

ويمكنك أن تبادري بسؤال طبيب، أو طبيبة مسلمة عن حالتك، ومدى حاجتك لتلك التحاليل، ونظن أن هذا متيسر؛ وانظري الفتوى رقم: 113353 ، والفتوى رقم: 158287 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني