الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من استأصلت الرحم وينزل منها دم وقت العادة

السؤال

قمت باستئصال الرحم العام الماضي بسب بعض المشاكل ولم تتم إزالة المبايض، والآن تنزل إفرازات لونها بني في بعض الأحيان وقت الدورة الشهرية، فهل يعتبر هذا حيضا أم ماذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد استأصلت الرحم ولم يبق منه شيء، فلا يمكن أن يكون ما ترينه حيضا، لأن الحيض هو ما يرخيه الرحم من الدم، ولا يكون ما ترينه استحاضة، وإنما تكونين مشبهة للمستحاضة، فلا يجب عليك غسل أصلا، وإنما تستنجين من هذه الإفرازات وتتوضئين للصلاة، وإن كان خروجها مستمرا فإنك تتوضئين بعد دخول الوقت وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: قد يحدث للمرأة سبب يوجب نزيف الدم من فرجها كعملية في الرحم أو فيما دونه، وهذه على نوعين:

النوع الأول: أن يعلم أنها لا يمكن أن تحيض بعد العملية مثل أن تكون العملية استئصال الرحم بالكلية أو سده بحيث لا ينزل منه دم، فهذه المرأة لا يثبت لها أحكام المستحاضة، وإنما حكمها حكم من ترى صفرة أو كدرة أو رطوبة بعد الطهر، فلا تترك الصلاة ولا الصيام ولا يمتنع جماعها ولا يجب غسل من هذا الدم، ولكن يلزمها عند الصلاة غسل الدم وأن تعصب على الفرج خرقة، ونحوها، لتمنع خروج الدم، ثم تتوضأ للصلاة، ولا تتوضأ لها إلا بعد دخول وقتها، إن كان لها وقت كالصلوات الخمس، وإلا فعند إرادة فعل الصلاة كالنوافل المطلقة. انتهى.

وبه تعلمين أن ما ترينه من هذه الإفرازات البنية لا يعد حيضا وإن كان في زمن العادة، وإنما يجب عليك ما ذكرنا من الاستنجاء والوضوء للصلاة، وإن كان خروجها يستمر كل الوقت، فإنك تتوضئين بعد دخول الوقت وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني