الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلالة تعليق السهيلي على قصة جمل جابر رضي الله عنه

السؤال

أريد شرح عبارة السهيلي التي قالها تعليقا على قصة جمل جابر ـ رضي الله عنه ـ ففيها أمور تحتاج إلى توضيح، حيث قال رحمه الله: في هذا الحديث إشارة إلى ما أخبر به صلى الله عليه وسلم جابر بن عبد الله أن الله أحيا والده وكلمه وقال له: تمن علي ـ وذلك أنه شهيد، وقد قال تعالى: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ـ وزادهم على ذلك في قوله: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ـ ثم جمع لهم بين العِوض والمُعوَّض فرد عليهم أرواحهم التي اشتراها منهم، فقال: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ـ والروح للإنسان بمنزلة المطية، كما قال عمر بن عبدالعزيز، فلذلك اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جابر جمله وهو مطيته، فأعطاه ثمنه ثم رده عليه وزاده مع ذلك، ففيه تحقيق لما كان أخبره به عن أبيه، نقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلعل السهيلي أراد أن النبي صلي الله عليه وسلم أظهر لجابر ـ رضي الله عنه ـ قيمة وعظمة التفضل على الشخص بإعطائه الثمن والمثمَّن مذكرا له بقصة والده الذي استشهد فرد الله عليه روحه وأعطاه الجنة، ففي الحديث عن جابر قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جابر؛ ما لي أراك منكسرا؟ قلت: يا رسول الله؛ استشهد أبي، قتل يوم أحد وترك عيالا ودينا، قال: أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا، فقال: يا عبدي تمن علي أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: وأنزلت هذه الآية: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ـ الآية. رواه الترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني