الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الأكل متكئا لمن كان قادرا على الجلوس

السؤال

سؤالي هو: هل يجوز الأكل متكئا مع القدرة على الجلوس، وإن كان لايجوز فهل هو من الكبائر؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيكره الأكل متكئا لمن كان قادرا على الجلوس؛ لما ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: إني لا آكل متكئا. رواه البخاري، وليس هو من الحرام حتى يكون من الكبائر، جاء في عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني عند قوله: بَابٌ: الأكْلِ مُتَّكِئا قال: حمل التِّرْمِذِيّ أَحَادِيث الْأكل مُتكئا على الْكَرَاهَة كَمَا بوّب عَلَيْهِ، وَهُوَ قَول الْجُمْهُور، وَقد أكل غير وَاحِد من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ مُتكئا، رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه. اهـ
وجاء في مشكل الآثار للطحاوي تعقيبا على كراهة الأكل متكئا: فَلَيْسَ ذَلِكَ عَلَى طَرِيقِ التَّحْرِيمِ مِنْهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْكُلُوا كَذَلِكَ، وَلَكِنْ لِمَعْنًى فِي الْأَكْلِ مُتَّكِئًا خَافَهُ عَلَيْهِمْ... قَالَ الشَّعْبِيُّ: «إِنَّمَا كَرِهَ الْأَكْلَ مُتَّكِئًا مَخَافَةَ أَنْ تَعْظُمَ بُطُونُهُمْ» فَأَخْبَرَ الشَّعْبِيُّ بِالْمَعْنَى الَّذِي كَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِهِ الْأَكْلَ مُتَّكِئًا, وَأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ لِمَا يَحْدُثُ عَنْهُ مِنْ عِظَمِ الْبَطْنِ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني