الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك فرق بين صلاة الليل و قيام الليل

السؤال

هل هناك فرق بين صلاة الليل وقيام الليل؟ أم فقط اختلاف بالمسمى؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فصلاة الليل هي قيام الليل، وقيام اليل هو صلاة الليل، وقد جاء في السنة لفظ "قيام الليل" ويراد به صلاة الليل وكذا العكس، فقوله تعالى: قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا {المزمل:2}، المراد به الصلاة (قُمِ اللَّيْلَ) أي قم إلى الصلاة قاله البيضاوي وصاحب التحرير والتنوير وغيرهما.
وقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى {المزمل:20}، تصلي، كقوله: { قم الليل } قاله ابن حيان. وقال القرطبي «تَقُومُ» معناه تصلّي .
وقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَقَدْ ذَهَبَ كُلُّ صَلَاةِ اللَّيْلِ، رواه الترمذي، المقصود قيام الليل .
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَكُنْ بِمِثْلِ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ, متفق عليه ، المقصود صلاة الليل .
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ...، متفق عليه ، المقصود قيام الليل .

وقد يطلق لفظ قيام الليل ويراد به إحياء الليل بالطاعة سواء كانت صلاة أو تسبيحا أو قراءة للقرآن، ويكون بهذا المعنى أعم من صلاة الليل، جاء في الموسوعة الفقهية: الْمُسْتَفَادُ مِنْ كَلاَمِ الْفُقَهَاءِ أَنَّ قِيَامَ اللَّيْل قَدْ لاَ يَكُونُ مُسْتَغْرِقًا لأِكْثَرِ اللَّيْل ، بَل يَتَحَقَّقُ بِقِيَامِ سَاعَةٍ مِنْهُ ، أَمَّا الْعَمَل فِيهِ فَهُوَ الصَّلاَةُ دُونَ غَيْرِهَا . وَقَدْ يُطْلِقُونَ قِيَامَ اللَّيْل عَلَى إِحْيَاءِ اللَّيْل . فَقَدْ قَال فِي مَرَاقِي الْفَلاَحِ : مَعْنَى الْقِيَامِ أَنْ يَكُونَ مُشْتَغِلاً مُعْظَمَ اللَّيْل بِطَاعَةٍ، وَقِيل سَاعَةً مِنْهُ، يَقْرَأُ الْقُرْآنَ أَوْ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ أَوْ يُسَبِّحُ أَوْ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَدْ يَسْبِقُهُ نَوْمٌ بَعْدَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ وَقَدْ لاَ يَسْبِقُهُ نَوْمٌ .

وانظر للفائدة الفتوى رقم: 138716، والفتوى رقم: 68668، وأخيرا الفتوى رقم: 70980.

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني