الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث: "أما يخشى الذي يرفع رأسه.."

السؤال

هل صحيح أنه إذا سبق أحد الإمام فإن رأسه يصبح رأس حمار كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه : أيخشى أحدكم ان يرفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو صورته صورة حمار ؟؟؟ فأنا لا أدري إن كان هناك خطأ في الحديث لكن هذا مما حفظت .. السلام عليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الحديث الذي أشار إليه السائل حديث صحيح رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار " وفي رواية لمسلم: " أن يحول الله صورته صورة حمار " وفي رواية للإمام مالك في الموطإ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه. " قال أبو هريرة : الذي يرفع رأسه ويخفضه قبل الإمام إنما ناصيته بيد شيطان .
قال: الباجي: معنى الحديث: الوعيد لمن رفع رأسه وخفضه في صلاته قبل إمامه، وإخبار عنه أن ذلك من فعل الشيطان، وأن انقياده وطاعته إياه في المبادرة بالخفض والرفع قبل إمامه انقياد لمن كانت ناصيته بيده، وهو الشيطان.
وقال النووي في شرح مسلم لهذا الحديث: هذا كله بيان لغلظ تحريم ذلك.
وقال المباركفوري : في تحفة الأحوذي: يحتمل أن يرجع إلى أمر معنوي، فإن الحمار موصوف بالبلادة فاستعير هذا المعنى للجاهل بما يجب عليه من فرض الصلاة ومتابعة الإمام
والحديث كما رأيت صحيح....
وحاصل معناه: تغليظ تحريم رفع الرأس قبل الإمام وخفضه قبله، ولا يعني ذلك أن كل من رفع رأسه قبل إمامه سيعاقب بتلك العقوبة؛ بل إن من فعل ذلك متعمداً فقد عرض نفسه لتلك العقوبة، وقد يمهله الله فلا يعاقبه بها كما يمهل غيره من العاصين.. إما رحمة بهم لأن يستعتبوا ويتوبوا، وإما نقمة واستدراجاً نسأل الله السلامة والعافية.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني