الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صيام من سبق الماء إلى حلقه بسبب المبالغة في المضمضة والاستنشاق

السؤال

أنا في نهار رمضان وعند وضوئي أستنشق في بعض الأحيان بقوة، وأقول في داخلي الآن سوف يدخل الماء في حلقي، فأنا شخصية موسوسة، وأحاول أن أتغلب على ذلك، وأيضا عند غسلي للوجه أقوم بفتح فمي قليلا حتى يدخل الماء حتى أكون غسلت شفتي مع الوجه مرة واحدة في الوضوء، وأحيانا يدخل الماء في جوفي، فما الحكم مع تلك الأفعال؟ وخاصة أني أفعلها وأنا أعلم أنها خطأ ومن الشيطان، وأنا أحيانا أعيد صيامها في القضاء تحسبا أنني أقوم بها وأنا متعمدة؛ لأنني أقول الآن سيدخل الماء، وأحيان يدخل الماء في حلقي أو أنفي وأندم على ما فعلت، فأنا في حيرة هل أقضيها؟ لأنني قرأت في فتوى لكم أن من تعمد مثل ذلك بالحكم بغلبة الظن أنه يفطر، بمعنى غلب على ظنه أن الماء بسبب المضمضة القوية والاستنشاق القوي سيدخل الماء في حلقه يعتبر مفطرا.
وشكرا0

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فدعي عنك الوساوس، ولا تلتفتي إليها، ولا تعيريها اهتماما، وإذا كنت صائمة وأردت الوضوء، فاغسلي وجهك بصورة عادية، وتمضمضي واستنشقي بصورة عادية دون مبالغة في الاستنشاق أو المضمضة، ولا يضرك ما يسبق إلى حلقك من الماء، ولو فرض أن بالغت في المضمضة والاستنشاق، ثم سبق الماء إلى حلقك بسبب ذلك، فإن صومك لا يفسد عند كثير من العلماء، ولا حرج عليك في العمل بهذا القول ما دمت مصابة بالوسوسة، وعليه فلا تبالي بهذه الوساوس، ولا تقضي شيئا من الصيام لمجرد توهم دخول الماء إلى حلقك، بل إنك إذا تيقنت دخول الماء إلى حلقك بسبب المضمضة والاستنشاق لم يلزمك القضاء، فأولى مع الشك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني