الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلالات التوبة والتعبير عنها

السؤال

أود أن أعرف دعوات التوبة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالتوبة إلى الله من الذنوب والآثام واجبة لقول الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [التحريم:8].
وسواء في ذلك الكفار والمسلمون العاصون، فقد قال الله تعالى بعد ذكر عقيدة اليهود والنصارى: أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:74].
وأكد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى فقال: يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
وعن ابن عمر أنه كان قاعداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اغفر لي وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم، حتى عدَّ العادُّ بيده مائة مرة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
وغير ذلك من الأحاديث التي تحث على التوبة وتحض عليها، وقد سبق بيان شروط التوبة وما يعين عليها في الفتاوى التالية أرقامها: 5450 ، 22293 ، 22206.
ومن هذه الأجوبة يتبين لك أيها السائل أن التوبة ليست مجرد أذكار تقال أو أدعية يُدعى بها، بل لا بد من أن تتوفر فيها ثلاثة شروط: -
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على فعله في الماضي.
3- العزم على عدم العودة إليه في المستقبل.
أما الأذكار والأدعية فهي تعبير عنها وإفصاح بها، ولذلك فإن بعض العلماء فرق بين الاستغفار والتوبة، بأن الاستغفار لا يكون توبة إلا إذا اشتمل على معانيها التي ذكرناها، ولذلك قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: وأما من أصر على الذنب وطلب من الله مغفرته، فهذا ليس باستغفار مطلق، ولهذا لا يمنع العذاب. انتهى
فإذا علمت ذلك، فليكن همك هو تحقيق التوبة بشروطها، مع ملازمة ذكر الله تعالى واستغفاره، ومما يمكنك أن تدعو به تعبيراً عن توبتك ومحواً لذنبك ما يأتي:
1-: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك. رواه البخاري عن أبي هريرة.
2- وفي صحيح البخاري أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر.
3- وفي صحيح البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة.
ويمكنك معرفة المزيد من هذه الأدعية، بالرجوع إلى كتب الأدعية والأذكار، والله تعالى يوفقك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني