الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تصلي المرأة في مكان عملها حيث يراها زملاؤها؟

السؤال

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله... وبعد: سألتني زميلة لي في العمل كيف السبيل للصلاة وأنا لا أجد مكاناً مناسباً؟ فتؤجل صلاة الظهر والعصر لتصليهما مع صلاة المغرب جميعا !! فهل يجوز لها أن تصلي في الشركة على مرأى الناس؟ أم تصلي على مكتبها وهي جالسة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فها هنا عدة أمور:
أولاً: بخصوص العمل المختلط نقول: لا يجوز للمرأة العمل في مكان يختلط فيه الرجال بالنساء إلا إذا كانت محتاجة حاجة ماسة إلى ذلك العمل، ولم تجد عملاً سالماً من الاختلاط فعندئذ يجوز لها العمل وفق الضوابط الشرعية، حيث يجب عليها لزوم الستر والحجاب الكامل، ويحرم عليها مصافحة الرجال، والخلوة بهم، وكل ما يؤدي بها إلى الافتتان بهم، وكما يجب عليها عدم التطيب والتزين عند خروجها.
ثانياً: أما بخصوص الصلاة، فلا يجوز للمرأة تأخير صلاتي الظهر والعصر لتصليهما مع المغرب بحجة أنه لا يمكنها أداء الصلاة في العمل، بل الواجب عليها أداء كل صلاة في وقتها، وعليها أن تبحث عن مكان مناسب تؤدي فيه الصلاة، فإن لم تجد فيمكنها الصلاة في مكتبها وعليها حينئذ الالتزام بالزي الشرعي الكامل ولا يضرها حينئذ رؤية الرجال لها ويمكنها أن تصلي خلف المكتب إن كان سيتحقق به بعض الستر.
ثالثاً: وبخصوص صلاتها على مكتبها وهي جالسة نقول: لا يجوز لها أن تصلي جالسة وهي تستطيع القيام، وما ذكرته من رؤية الرجال لها حال صلاتها لا يصلح عذراً لها في ترك القيام مع القدرة عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب. رواه البخاري من حديث عمران بن الحصين.
وأخيراً نوصي السائلة بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، ونسأل الله لها التوفيق للصالحات، ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: 12452 - والفتوى رقم: 8116 ففيهما مزيد من الفائدة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني