الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من وجد أثر المني بعد نومه فليغتسل ولو أدى إلى فوات الجماعة

السؤال

من احتلم ولم يجد بللًا، وإنما وجد أثره، فهل عليه غسل؟ وإذا تذكر أنه احتلم ليلًا، ولكنه وجده قد جف، وقام وقت صلاة الفجر، فهل يغتسل، مع أنه إن اغتسل فستفوته صلاة الجماعة؟ وهل على هذا الشخص إثم الذي تفوته الصلاة لأنه سمع النداء ولم يجب؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنك كنت قد أرسلت سؤالًا مشابهًا لهذا السؤل، وأجبناك في الفتوى رقم: 282070.

وأما الآن وقد زدت الأمر وضوحًا: فإن من احتلم ووجد أثر المني في ثوبه، أو على جسده سواء كان يابسًا أم رطبًا وجب عليه الغسل، فلا يشترط لوجوب الغسل أن يجده رطبًا، فالعبرة بوجود المني بغض النظر عن حالته، قال ابن قدامة في المغني: فَإِنْ رَأَى فِي ثَوْبِهِ مَنِيًّا، وَكَانَ مِمَّا لَا يَنَامُ فِيهِ غَيْرُهُ، فَعَلَيْهِ الْغُسْلُ؛ لِأَنَّ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ اغْتَسَلَا حِينَ رَأَيَاهُ فِي ثَوْبِهِمَا.

ولذلك، فإن على من وجد أثر المني بعد نومه أن يغتسل، ولو أدى غسله إلى فوات الجماعة، بل ولو أدى إلى خروج الوقت على قول الجمهور، وهو المفتى به عندنا، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 129516.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني