الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طهارة وصلاة من تشعر بنزول قطرات بول

السؤال

أنا فتاة في السادسة عشر من عمري، ولله الحمد الذي منَّ علي بالهداية، والتغير الإيجابي.
ولكن منذ شهرين أو أكثر، بدأت معي مشكلة خروج قطرات من البول لا إراديا بعد التبول.
وقد أتعبني هذا الموضوع جدا، وخائفة من تطبيق حكم سلس البول؛ لأن القطرات في بعض الأحيان تستمر كل وقت الصلاة، وأضطر أحيانا إلى أن أصلي الفرض أكثر من ست مرات.
وأحيانا على سبيل المثال، صلاة العشاء أصليها، وكل صلاة أجد نزول قطرات من البول، فأعيدها مرارا، وقد لا أستطيع وأتعب، ثم أعيدها مع صلاة الفجر.
وصلاة الفجر لا أصليها إلا بعد الشروق، أنتظر حتى ينقطع البول. وفي أحيان أخرى ينقطع، وأصلي براحة.
وإذا صليت وأنا أشعر بنزول قطرات من البول -ليست وسوسة- أتجاهلها، وأقول بأن الله رحيم. ولكن هذا الشعور يختفي تماما بعد الصلاة، وأشعر أنه لا بد من إعادة الصلاة، وهكذا، وأحيانا لا تنزل القطرات، ولا تنجس المحل، ولكن أشعر بنزولها، وإذا أدخلت منديلا لكي أتحسس، أجدها فعلا.
فهل عدم نزولها مع الشعور بها يجيز لي الصلاة بها؟
أرجو منكم الإجابة على حسب حالتي، وليس فقط عرض الحكم الفقهي؛ لأن علمي قليل، وعندي شيء من الوسوسة.
بارك الله فيكم، وأسعدكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما الوساوس فلا تبالي بها، ولا تعيريها اهتماما، وانظري الفتوى رقم: 51601، فإن كان ما تشعرين به مجرد وسوسة، فتجاهليها، وامضي في صلاتك غير مكترثة بها، ولا تفتشي عن الخارج، ولا تنظري في المحل، وابني على الأصل، وهو عدم خروج شيء منك حتى يحصل لك اليقين الجازم بخلافه، وإن كنت متحققة من صحة ما ذكرت، وأن قطرات البول تخرج منك على الوصف المذكور بحيث لا تعلمين وقتا تنقطع فيه انقطاعا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، بأن كانت تنقطع تارة، ولا تنقطع أخرى، ويتقدم وقت انقطاعها تارة، ويتأخر أخرى، فحكمك حكم صاحب السلس، تتوضئين بعد دخول الوقت، وتصلين بوضوئك الفرض، وما شئت من النوافل، حتى يخرج ذلك الوقت، على ما بيناه في الفتوى رقم: 136434.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني