الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأكل بالشمال.. حالات الكراهة والجواز

السؤال

هل يجوز الأكل باليد اليسرى في حالة أن اليد اليمنى أعمل بها بعض الأعمال الضرورية والتي تجتمع في وقت الطعام ولا بد من إنجازها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأكل بالشمال مكروه, إلا لحاجة معتبرة شرعا, فإن الكراهة تزول, جاء في شرح النووي على صحيح مسلم: فيه استحباب الأكل والشرب باليمين وكراهتهما بالشمال، وقد زاد نافع الأخذ والإعطاء، وهذا إذا لم يكن عذر، فإن كان عذر يمنع الأكل والشرب باليمين من مرض أو جراحة أو غير ذلك فلا كراهة في الشمال. انتهى

وفي الاستذكار لابن عبد البر: وفي حديث جابر قبله النهي عن الأكل بالشمال والشرب بها، ومعلوم أن الأمر بالشيء نهي عن ضده، وهذا تأكيد منه صلى الله عليه وسلم في النهي عن الأكل بالشمال والشرب بها، فمن أكل بشماله أو شرب بشماله وهو عالم بالنهي ولا عذر له ولا علة تمنعه فقد عصى الله ورسوله، ومن عصى الله ورسوله فقد غوى. انتهى

وعليه؛ فإذا كانت الأعمال التي تنجزها بيمينك يمكن تأخيرها عن وقت الأكل, أو لا يترتب على تأخرها مفسدة, فاحرص على الأكل بيمينك, وإن كان تأخير تلك الأعمال سيترتب عليه ضرر معتبر شرعا, فلك الأكل بشمالك، جاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن عثيمين: والضرورة مثل أن تكون اليد اليمنى مشلولة، أو تكون اليد اليمنى مكسورة، أو تكون اليد اليمنى محترقة، أو ما أشبه ذلك من الأمور التي يتعذر معها الأكل باليمين أو الشرب باليمين، وأما ما يفعله بعض الناس عند الأكل من الشرب بشماله تنزها وخوفا من تلويث الإناء فإن هذا لا يبرر للإنسان أن يشرب بشماله؛ لأن تلويث الإناء قد يكون وقد لا يكون، فمن الممكن أن يمسك الإنسان الإناء إذا كان كأسا من أسفله بين إبهامه وسبابته، ومن الممكن أن يضعه على راحته حتى يوصله إلى فمه ثم يسنده باليد اليسرى حتى لا ينكفئ، وإذا قلنا إن هذا لا يمكن وتلوث فبماذا يتلوث هل يتلوث بنجاسة؟ الجواب لا؛ بل يتلوث بطعام طاهر طيب يمكن غسله فيما بعد. انتهى

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني