الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخفاء الرجل زواجه بأخرى لا يفسد عقد الزواج

السؤال

أنا تزوجت منذ سنتين من رجل مطلق، تقدم لي أكثر من شخص متزوج لأكون زوجة ثانية، وفضلت زوجي لأربي أولاده، ولا تطيق نفسي أن أكون زوجة ثانية، لأفاجأ بعد عام من زواجي أنه متزوج من أخرى، ولم يخبر أهلي ولم يخبرني بذلك عندما تقدم لي، ويريدني أن أتقبل الوضع الحالي، وحلف بالطلاق لو أخبرت أهلي أو أهله، أنا أريد الطلاق؛ لأني أشعر بالخداع وهو يتجاهلني دائما، وليس لي عنده أي حقوق، بل واجبات فقط كرعاية أولاده والأمور المنزلية وهكذا، أريد أن أعرف إذا كان خداعه لي يفسد الزواج أم لا؟ وأنا أشعر وكأني لم أتزوج أخدمهم فقط، وليس لي حقوق، أشعر بظلم كبير يقع علي، وأعتقد أن الله لا يرضى بذلك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يفسد عقد الزواج بإخفاء الرجل زواجه بأخرى، وليس هذا من العيوب التي يفسخ بها النكاح، وإنما يفسخ النكاح بالعيوب التي يتعذر معها الوطء أو الأمراض المنفّرة أو المعدية، كالبرص والجذام ونحو ذلك، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 53843.
وإذا كان زوجك علّق طلاقك على إخبار أهلك بزواجه السابق، فإن المفتى به عندنا أنّك إذا أخبرت أهلك بزواجه وقع طلاقك، وراجعي الفتوى رقم: 11592.
والواجب على زوجك أن يعاشرك بالمعروف، ويعدل بينك وبين زوجته الأخرى، وإذا لم يعدل بينكما أو منعك حقّك فهو ظالم، ويجوز لك رفع أمره للقضاء ليلزمه بالمعاشرة بالمعروف أو الطلاق إن أردت ذلك.
والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك، وتسأليه معاشرتك بالمعروف، وأن يوفيك حقّك، فإن أجابك إلى ذلك فعاشريه بالمعروف، وإلا فينبغي أن توازني بين ضرر الطلاق وضرر بقائك معه على تلك الحال، وتختاري ما فيه أخف الضررين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني