الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نكاح الكتابية.. شروط.. ومحاذير

السؤال

ما هي شروط الزواج من كتابية وتعليمات الدين بعد الزواج؟
أنا شاب مصري تعرفت على فتاة مسيحية من دولة أجنبية عن طريق الإنترنت، أكلمها يوميا من عدة أشهر عن طريق الفيديو، هي متدينة وتقرأ الإنجيل، لكن الإنجيل يعترف أن عيسى هو ابن الله "أستغفر الله" وبالتالي هي تعترف بذلك، عندما تحدثنا عن الزواج قلت لها إنها توجد شروط للزواج وأولها العفة، فاعترفت لي أنها ارتكبت الزنا مع شخص من قبل ظنا منها أنه سيتزوجها لكنه تركها، وأخبرتني أنها نادمة وتتمنى أن يسامحها الله على ما فعلت، وأنها تعرضت لضغوط شديدة لكي تفعل ذلك؛ لأن مجتمعها ينظر إلى الشخص العفيف وكأنه مريض، والعياذ بالله، من الشروط التي أخبرتها أننا إذا أعطانا الله مولودا فإن دينه سيكون الإسلام، فسألتني ألا يمكنني حتى أن أحدثه عن المسيحية.
هي على استعداد أن تترك بلدها وعائلتها لكي تتزوجني لكنها ترغب في الاحتفاظ بدينها.
فهل يجوز الزواج منها؟ وإذا حدث الزواج هل يجوز لها أن تتحدث عن المسيحية للمولود؟ وما التعليمات الأخرى التي يجب اتباعها لكي يصح الزواج قبل وبعد؟.
أفيدوني أفادكم الله وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنود أن ننبهك أولا إلى أن ما كان منك من تواصل مع هذه الفتاة أمر لا يجوز شرعا، فإنها أجنبية عنك، ومثل هذه المحادثات سبيل للفتنة، ومن هنا شدد الشرع في التعامل مع الأجنبية ووضع لذلك قيودا وحد حدودا، وراجع الفتوى رقم: 35047، والفتوى رقم: 30003.
والزواج من الكتابية جائز بشرطين، أحدهما: أن تكون على دين أهل الكتاب حقيقة، والثاني: أن تكون عفيفة أي ليست زانية، وهذه المرأة قد اعترفت لك أنها زنت، وأن هذا من ثقافتهم بحيث تعاب الفتاة التي لا تقدم على ذلك، والتحقق من تركها هذا الفعل بالكلية أمر صعب، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الزواج من الكتابية وإن كان جائزا ـ بتحقق الشرطين السابقين ـ إلا أن بعض أهل العلم كره الزواج منها لاعتبارات بينا بعضها في الفتوى رقم: 5315، والفتوى رقم: 124180، ومن هنا ننصحك باجتناب الزواج منها على كل حال والبحث عن مسلمة صالحة ترزق منها ـ بإذن الله ـ ذرية طيبة تقر بها عينك.

ولو حصل الزواج من الكتابية فلا يجوز أن تمكنها من الحديث مع أولادك عن المسيحية، لما في ذلك من الدعوة إلى الكفر والإغراء به، بل يجب تنشئة الولد على الإسلام والبراءة من الكفر.
وههنا أمر جدير بالتنبيه عليه وهو أن الزواج الذي يتم من خلال التعارف عبر وسائل التواصل، ولو كان زواجا من مسلمة، الغالب فشله، والواقع يشهد بذلك كثيرا، ولمعرفة السبيل إلى اختيار الزوجة راجع الفتوى رقم 8757.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني