الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود تدخل الوالدين في شؤون أودلاهم

السؤال

جزاكم الله خيرا على موقعكم الرائع وجهودكم المباركة.
أنا إنسان بار بوالدي وطائع لهما، ولا أحب أن أراهما غاضبين خصوصا مني, ولكن أبي صعب الطباع وصعب الإرضاء, يحب أن يتدخل في كل شؤون حياتي الخاصة, متى أخرج ومتى أدخل, متى أزور أهل زوجتي ومتى لا أزورهم، وكنت لا أفعل شيئا إلا بموافقته ويغضب أحيانا عندما أطلب منه الموافقة, وأمور أخرى كثيرة, فسؤالي هنا هل يحق للأب أن يتدخل في كل خصوصيات ابنه؟
وقد بدأت حديثا أستعمل معه أسلوب التورية في هذه الأمور فقط التي لا تسيء لأبي مطلقا, وهذا ما زاد رضاه عني, فهل يجوز لي استخدام هذا الأسلوب؟ مثلا أن أقول له أنا ذاهب إلى أصدقائي, وأنا أكون فعليا عند أصهاري الذين أولادهم أصدقائي، فأنا عند أصدقائي من أصهاري وهكذا.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك إلى طاعته، ويرزقنا الإخلاص، ويتقبل منا صالح أعمالنا إنه سميع مجيب.

وقد أحسنت بحرصك على البر بوالديك، فهو من حقهما عليك، وقربة من أعظم القربات التي تنال بها عالي الدرجات، وراجع في فضل بر الوالدين الفتوى رقم: 58735.

وليس للأب الحق في التدخل في كل صغيرة وكبيرة من حياة ابنه، فهذا مما يوقع في الحرج، وقد ذكر أهل العلم أنه لا حضانة على البالغ، وأن له الانفراد بالسكن حيث شاء، وسبق إيضاح ذلك في الفتوى رقم: 285832، وذكروا أيضا أنه لا يجب على الابن طاعة والديه في كل ما يأمران به، بل قيدوا ذلك بما فيه مصلحة للوالدين ولا ضرر فيه على الولد، ويمكن الاطلاع على كلام أهل العلم بهذا الخصوص في الفتوى رقم: 76303، فهذا كله مما يفيد أنه ليس للأب السلطة المطلقة على ابنه، بل له شخصيته المستقلة، ويطيع والديه فيما تجب فيه طاعتهما.

وقد أصبت بمداراتك لأبيك والحرص على تحقيق ما تبتغي من غير الوقوع في إغضابه، وهذا من الحكمة وحسن التصرف، فهو سبيل مشروع، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، وانظر الفتوى رقم: 139250.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني