الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العادة السرية أمر محرم شرعاً

السؤال

أنا رجل متزوج، ولكن زوجتي أحياناً لا تأتيني إذا أردتها، وتطول المدة أحياناً إلى أسابيع، فخوفاً من الفتنة ألجأ إلى العادة السرية، وقد حاولت مراراً تركها بالصيام فلم أفلح. أفتونا مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فممارسة العادة السرية أمر محرم شرعاً، واعتداء وتعد لما أحل الله تعالى. قال تعالى في وصف المؤمنين المفلحين: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون: 6-7]. فبين الله تعالى أن من صفات المؤمنين المفلحين حفظهم لفروجهم إلاّ على زوجاتهم أو ما ملكت أيمانهم، وأن من لم يحفظ فرجه عما سوى ذلك، فقد اعتدى وهو ملوم عند الله تعالى.

فلذلك يحرم عليك اللجوء إلى هذه العادة الخبيثة الضارة، وعليك أن تحاول إقناع زوجتك بطاعتك فيما تريد منها مما شرع الله، وأن تعظها وتخوفها الله تعالى وتبين لها خطورة عدم مطاوعتها لك، خصوصاً في هذا الباب. فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه، إلاّ كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضي عنها.

فإن تابت إلى الله تعالى وتراجعت عن غيها ورجعت إلى رشدها، فذلك المطلوب، وإن أبت وامتنعت وأصرت على ما هي عليه، فقد جعل الله لك حلاً سهلاً ومشروعاً فتزوج أخرى، ولا تلجأ إلى ما حرم الله تعالى فتهلك، فإن لم تستطع شيئاً من ذلك، فعليك بالصوم كما أرشدك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وادعاؤك أن الصوم لم ينفعك، فسبب ذلك إن كان حقاً هو عدم اقتناعك به حلاً لمشكلتك وتعلقك بما حرم الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني