الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز للحائض أن تمكث في المسجد للتعلم أو التعليم

السؤال

يوجد في مسجدنا مصلى نساء بالطابق العلوي من المسجد ويستعمل لتحفيظ القرآن الكريم وهذا المصلى له شرفة تطل على المسجد ويوجد به سلم يستعمل للصعود للطابق العلوي فهل يجوز لمن تعلم وتحفظ القرآن الدخول إلى هذا المصلى وهي في حالة عدم طهر ( حيض ) مع أنه لا توجد لدينا إلا هذه المحفظة أفيدونا أفادكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان هذا المكان معداً - في الأصل - للصلاة فيه واتخذ مسجداً ، فلا يجوز للحائض أن تمكث فيه ولو لتعلم وتعليم القرآن الكريم- إلى ذلك ذهب جماهير أهل العلم ومنهم الأئمة الأربعة . لقوله تعالى: (ولا جنباً إلاّ عابري سبيل حتى تغتسلوا) .[ النساء: 43]. والحيض يلزم منه ما يلزم من الجنابة ويزيد عليها بأن الله تعالى وصفه بأنه أذى في قوله: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى) [ البقرة : 222] . ولما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب". ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: " ناوليني الخمرة من المسجد " قالت: "إني حائض" قال: " إن حيضتك ليست في يدك " . [رواه مسلم]. ووجه الدليل من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها على أن الحائض لا تدخل المسجد ولكن بين أنه لا بأس بإدخال يدها فيه لأنها ليست محل الحيض. وأما إن كان هذا المكان لم يعد للصلاة ولكن أعد كمكان لتحفيظ القرآن الكريم ويصلى فيه بالتبع ، فلا يأخذ حكم المسجد وعليه - والحالة هكذا - يجوز المكث فيه للحائض .
والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني